لمن سنعتذر
######
يا ريح زرقتي
أنا الهشيم بلغي سحابتي
ان امطري على حشائشي
فموسم الربيع في زرائبي
عواصف من التراب والخراب
واستمارة تفند الغثاء في حديقتي
وتعصر العواء والبشر
الله يا شقية الأشباح
مالنا شرائح للغيث ان همى
نذوب عنوة
وان تعطشت قلوبنا نشتاق للمطر
وليس في سلالنا نبتة من الحصاد
مشتاقة للزرع للحقول
والجهاد والموت والحياة
والزهد والكدر
حروفنا شتات
وهمسنا خرائب في الروح
لم يعي الفرار من جلودنا
ومن ضريبة الحياة
الى ضريبة الضجر
الله يا شقيتي
متى يعود كوخنا من الكهوف
لو زفرة من الغياب
لو حفنة من التراب
أو هفوة من الغروب
في حقائب السفر
نلتقي كأننا الأطفال
نرقب النجوم
ونلقف القمر
وفي البعيد خلف ذلك الطريق
عينان كوتان والسراج فيهما
سحابة وومضة وزرقة
وجدول تحيكه الغيوم
من ضفائر النساء
وزخة من المطر
وحيثما تغيم مثل دمعتي
ملاعبي الجوفاء
اجتر ما بقى
من الرصيف
من عتمة الطريق
والهدب والخفر
استبرق ودملج وسندس
وثلة من السحر
فقبل ذاك اليوم لم أكون راهبا
ولم تكن قديستي
التي طوت صحائف الإنجيل وارتقت
وفي مخيلي هنا من تحفة المساء
كانت الولادة
تفيض الذكريات عارمة
ومن هنا هنا تعود الأندلس
فصيحة اللسان
شهية النوى
في حضنها غرناطة
وباحة الحمراء
والخيل والدرر
غرامنا مدائن من الودائع المعلقة
للريح للخراب للعواصف المعمرة
غرامنا يا سدرة الأرواح مهجة
من الحصون والمتون والرؤى
في كل ذرة من الهباء
تدوسها البرامكه
فأفرغ الهواء من حفائري وأعتذر
وكل دراج على تراب هذا الحصن يعتذر
للنيل للفرات
لباحة المساجد العتيقة
والريج والشجر
أحلامنا عواصم تكشفت عوراتها
لألف فاسق يرى إغتصاب الأرض
متعة ونشوة
كأي عازف يرى في نايه الحياة
وفي انتهاكها الوتر
برائتي عيناك يا مدينتي
فهل براءة العينين
في سواد هذا الليل
تعفني من النشاز في تكسر الصور
والذل في الكرى
وغربة السهر
براءة في الحب
براءة في المغفرة
براءة الدماء حينما نعانق الدماء بالدماء
ثم في إماطة الأذى
عيوننا نوارس لكنها توابل من القذى
لأن سمعنا مباع
وسعف نخلنا مباع
وكل ما يدور حولنا
في جولة الإنعاش يا تهامة
يعود بالعمى
لمن سنعتذر
وكيف نعتذر
لجنة في الأرض غار ماؤها
وكرمها ونهرها وثوب عرسها
وكحلها الذي قد مات في الثمر
لمن سنعتذر
لواد الويل أولا
وثانيا الى صقر
وثالثا الى الذين لم يراهنوا
بأننا براعم من غار
لو مات فينا برعم
ستورق الجدران ألف برعم
مخضوضر وينطق الحجر
انعتذر من الذين اسرفوا وافسدوا
ومزقوا الأخلاق وارتشوا وحرروا النساء
وامتطوا سلاحف العنوسة
أم نعتذر للطير في السماء
بعدما تعذرت خوافق التحليق
ان تجئ حرة كما يشاء ثم قيدوا طقوسه
وراجعوا منهاجه القويم
واسقطوا التراث من دروسه
انعتذر من التي قد جاءها المخاض
خارج الوطن
فلا المكان ربما هو المكان
ولا الزمان للنوى هو الزمن
نحن كلما توسعت دوائر الخلاف بيننا
نحس بالرغاء والسيولة
والمكر والعجولة
نقسم المقسم
ونعجن الرجولة
الله يا مدائن السلام والهوى
يا خشعة المنازل المخمرة
ويا سلالم النسيان
وانقباضة القدر
في صدرنا
في دربنا
في انتكاسة الشروع في الجوى
وزفة الغيوم
في استعارة الرياح
واحتكار حبة المطر
$@leh ################
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق