**** أفهمناها شهريار ****
قال شهريار:حديثينا اللّيلة عن سيكلوجيّة الجماهير،كيف تسيطر على عقليّة الفرد وتجعله من الجماهير؟،وكيف يتغيّر سلوك الفرد داخل الجماعة؟!.
قالت شهرزاد:وسط الجمهور يختفي صوت العقل،ويعلو صوت العاطفة،الجماهير لها المشاعر وغذائها الأوهام!.
قال:كيف؟!.
قالت: لكلّ فرد منا تربيته وأخلاقه ومستوى تعليمه،ولكن بمجرّد دخوله الجماعة، يلبس روح الجماعة ليصبح مُنوّما مغناطسيّا مسايرا لضغط الجماعة والرّوح السّائدة، نتيجة التّحريض والعدوى٬و يفعل أمورا لا يمكن أن يفعلها إن كان وحيدا كالتخريب وحتّى القتل !،كماأنّ الجماهير لا تُحبّ الحقائق المُتعبة،بل تعشق الأوهام المريحة!.
قال:معنى ذلك أنّ الجماهير عاطفيّة مجنونة،ومن يُخالف القطيع إمّا أن يطردوه أوينعزل من تلقاء نفسه؟!. قالت:نعم ،الجماهير ليست كالفرد يبحث عن الحقيقة بالأدلّة والبراهين،إذا أردت أن تكسب الجماهير لا بدّ أن تبيع لهم الوهم،وأن تتكلّم بالعواطف وليس بالمنطق،وإلتزم التدرّج والتكرار،لتنسلّ إلى لاوعي تلك الجماهير،لأنّ لها صدى في وسط الجمهور!،والتعامل مع الجماهير علم وفنّ!،والمهمّ هو قوّة الشّعار وليس منطقيّته!.
إستخدم الشّعارات والصّورة،وكن قويّا وخاطب أحلامهم بالوهم لأنّ الجماهير تعشق القويّ المستبدّ،وتكره الضّعيف والصّادق الأمين،ألا هل بلّغت؟!هل أفهمناك يا شهريار؟! ...
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق