اغنية مع شمس الأصيل....
لقد وجدت نفسي عندما ذهبت لأُحاسبها....
جلست في ظل الصنوبر ووضعت يدي على رأسي وأطرقت....
وعندها راودتني الشكوك إن كانت ساعة صمتي هذه إحساس بالصدق ام كنت فقط أعود لأيام خلت وأصبحت من الماضي البعيد ..
إرتعشت للحظة ونظرت يمينا وشمالاً فإذا بها شمس الأصيل تغازلني وتقول قد حان رحيلك أيها التائه فعد إلى مقرك ولا تكن من الهاربين ..
إنتابني الذعر في باديء الأمر لكنني سرعان ما أدركت أنني أتحاور مع ذاتي فأنا الآن أعيش في عالم النقاء فلا ضوضاء تُغَلِثُ علي صفوي ولا أصوات ترهق سمعي إذن أنا في خِلوتي إذن أنا ملكا لنفسي وذاتي...
ما دمت لا أكون في وسط القطيع الذي تحرسه الذئاب المفترسة ....!
أوشاح وتناقضات خيمت عليّ أوشكت أن تطيح بي لولا زغاريد الهاتفين أبقظتني وهيمنت على ذاتي وألهمتني بالبقاء حيث الهدوء والطمأنينة...
إنني الآن أسمع مناديا يحدثني بصوت هاديء ويقول لي لا تغادر فهنا تجد نفسك وتكون صادقا. سوف تُضيء المصابيح طريقك وتعدو. وإن عدت ستجد كل المصفقين بإنتظارك يلوحون بأيديهم ليبرهنواعن فرحتهم برؤياك وهم بداخلهم سُمٌّ زعاف قد وضعوه لك بإكليل ورد أحمر اللون وهم قاصدون....
سيأخذون كل شيء طيب فيك ليرموا به من أعلى القمم إلي وادٍ سحيق....
لا لقد كافحت وناضلت وتغربت كي أكون طليق....
لن أخضع لخطباء السلاطين ولو كان هلاكي على يد كل جبار وقاطع طريق...
أنا مَلِكٌ ومثلي الكثير ملوك...
ملكٌ في عزتي وكرامتي وأعرف كيف أشقُّ الطريق....
لا لن أكون دُمية بعد ما وصل الشهيق الريق...
سأبقى مثابرا وأعلو على رأس كل من قال أنا....أنا...أنا الذي حرر البؤساء من ذل عتيق...
أُفٍ لك من أفّاقٍ مريق..
ما أنا إلا من يعرف من كان زمانه زهيق...
فاصمت ولا تكن عنترا فالكل يعرف انك لأصحاب الصتوة رفيق...
لكن بفتاتهم تحيا ولن تكون حياتك ذات عزة بل على القارعة انت المقيت...
سأبقى أنا وكل من شَقَّ الصعاب فهو الآن لي رفيق...
وقعٌ ولا تبالي فاليوم خمر وغدا أُجاجٌ يُلْهِبُ الريق...
فما لنا سوى الصبر فالصبر أشهى وأحسنُ التوفيق....
سَتُهزم علوج اللهو ويعلو الشهيق...
فما من مسعفٍ ولا من طبيب يليق...
فنحن خير أُمة أُخرجت في الضيق...
حبانا الله بجهادٍ ونحن له نستفيق...
سالم المشني...
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق