الخميس، 29 سبتمبر 2022

أنامل دافئة....بقلم الشاعره وفاء عبد الحفيظ

 أنامل دافئة  


عبر نافذة الأمل  وقفت حين بدأت خيوط الشمس تلملم أطرافها، حيث بدأت تهبط في كهف المغيب،

هلت نسمات المساء تعبث بوجهها، لكنها شاردة الذهن، تقلب صفحات الماضي، كيف لم تكن مثل أمها الحكمة الجارية دون تكلف، في مواقف كثيرة، تضعها وسرعان ما يزول السبب في تكدير النفس، امامها زوجها، عابس الوجه مقطّب  الجبين بصوته الجهوري يهدد ويتوعد، لأنها خرجت بدون إذنه وغابت اليوم بأكمله  ولم تبلغه بتأخيرها، هاج وماج ، نسيت تماما طفلها لدى البواب ولم تجلبه  إلى المنزل في موعد خروجه، كأنها تسمع أمها حين كانت في نفس موقفها غير أنها أودعتها عند الجارة، حين سألها الزوج  لم ذلك التأخير؟  أجابت كنت بصحبة صديقتي بالعمل حيث واجهتها مشكلة كبيرة ووقفت بجانبها لأنها جعلتني الأخت الحانية ،شعرت بالخجل  لازمتها حتى استكانت ،  فجأة تسلل خلفي وذكر كلمة عتاب، لم أخاطبه هرولت إلى المطبخ وأعددت طبق الحلوى المفضل لديه، حين رآه لاحت بوجهه ابتسامة، تعود صورة زوجها معنفا إياها، عندما تريدين الذهاب بعد الدوام لابد أن تجعلي الأهم في حساباتك، عادت تتأمل المساء بنفحاته الرطبة تنعش  القلب حين تضل الأماسي الوردية طريقها إلى بيتها،

انتابتها  وساوس قهرية، تذكرت والدتها أثناء سفر والدها المتكرر تجمعها مع أخيها الصغير وتظل تقص عليهما قصصا سعيدة، عندما كانا في مرحلة الشباب  ،تحتضنهما بشدة ثم تقوم بحركة مفاجأة  تأخذهم في نوبة من الضحك، تنظر إلى حالتها في وجوم، من تبلدها تجاه مثيرات الحياة، 

تبتعد عن النافذة  ترتدي ثوب الخروج إلى العمل، 

انتصف النهار وإذا بالمدرسة تخبرها بالحضور فورا، تحاول الاتصال بزوجها  خارج التغطية، تصل المدرسة وبرأسها ألف سؤال ؟ تتقدمها المسؤولة عن الصغار وتخبرها بسقوط الابن من على اللعبة ، صرخت ،قالت لها:-  نحن عملنا اللازم وهو الآن في حجرة الحكيمة  ، أسرعت وهي تلهج ياحبيبي ياقلب أمك، وجدته نائما والضمادة تلتف حول رأسه بفزع أيقظته، حملته وخرجت إلى سيارتها  في سباق محموم بين السيارات  في ذروةاليوم وإشارات المرور تتعثر بالطريق ثم تنقشع تقف لاهثة

أمام عيادة،  تدلف للداخل ، رآها الطبيب فزعة،قام بتهدئتهاثم بالكشف على الجرح وسأل الطفل بعض الأسئلة أجابه وأعطاه كيسا صغيرا به بعض الحلوى وداعبه فابتسم، طمأنها عليه ، أخذته وعادت إلى المنزل ، انقضى اليوم وعند منتصف الليل حضر زوجها، أخبرته بحالة طفلها وهو في سكون تام عندما أنهت كلامها قال؛ أحسنت صنعا هكذا أريدك.

وفاءعبدالحفيظ

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق