حكايتي والأيام....
لقد أُرهِقت من البحث حتى تورمت عيناي.وقد نفذ الوقود من المصباح وخارت قواي وأصبحت من التائهين. كنا رفاقاً مخلصين وودودين لكن رفاقي أصبحوا متحولين أفاقين، مناصرين لكل من كانت أياديهم تلوح عاش عاش فهذا هو ملككم وهو بكم رحيم، وكل ذلك من أجل الفتات اللعين لا تملأُ إلا من كان بطنه واسع لكل دسم عقيم.....!
سارعت أودُّ منفرد لا تشوبه جهالة وليس منهم بقريب أو خالطه شكٌ بأنهم قوم لا يفهمون سوى الغناء على أنقاظ الآخرين..
رأيت في طريقي ظلاً....
قلت ها هو ظل إنسان قد بدى أنه يبحث عن ما أريده فانشرح الفؤاد وتأملت أن أكون وإياه من الباحثين....
لكنني صُدِمتُ من ما رأيت ؟
أدركت أنه كان ظلي وأنا كنت من الغافلين...!
عدت إلى ناصية الذكرى وجلست وكنت من المكبوتين...
إستعدت أنفاسي...
وبعدها عرفت طريقي فأنا لست إلا واهما وإن بقيت هكذا سأكون من المجانين...!
ظننت أن الرفاق ما زالوا يهتفون للحرية ولا ينتهون ....
لقد أمعنت كثيرا في من يقولون نحن الصالحون لكنني سرعان ما أدركت أنهم هم المنافقون وهم أشد حقدا على من ينادي يا قوم هيا فهبوا فكفى النوم وكفى البكاء فأنتم الأعلون فسيروا وأنا معكم من السائرين...
هل إنتهى عصر المبدعين؟
هل مات العظماء ...
هل نحن في عصر الغوغاء والسفهاء؟
سوف أعتلي منبري رغم كل البلهاء وأصيح صيحة ديك في فجر يوم قبل طلوع شمس هؤلاء الغرباء...!
خسئتم ولا نالت قلوبكم ما يحلم به الفقراء لقد وَلّى عصركم وسوف تثور عليكم رياح صرصر ولن تبقي لكم لا ماء ولا دواء.....
سأهبط عليكم من على فوقكم كصقر رأى فريسته وهو ينظر إليها من السماء....
ستعودون لظلمتكم كما كنتم ولن تعود شمسكم ظاهرة بعد كل هذا الهراء...
سأواجهكم وأنا شديد الضحك على وجوهكم الظلماء...
وعندها ستعلمون كم هي الدنيا تدور ...
ستختفي وجوهكم المقنعة بالورع....
فورعكم هذا كان برقع تحته حية رقطاء....
أما أنا فلن أعود لكم إلا مع رفاق أخلصوا وعاهدوا على المحبة والإخاء......
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق