السبت، 15 يناير 2022

شاطئ الذكريات ....بقلم الشاعرة أسماء جمعة الطائي

 شَاطِئُ الذِّكْرَيَاتِ

****


عِنْدَ رَصِيفِ الْأُمْنِياتِ مَرَّ الْعُمْرُ

كَأَوْرَاقٍ مُتَسَاقِطَةٍ مِنْ الرُّوحِ ،

ذَابِلَةٍ صَفْرَاءَ لَا غُصْنٌ يُمْسِكُهَا ،

وَلَا أَرْضٌ تُعِيدُ لَهَا الْحَيَاةَ ،وَلَا مَاءٌ يَرْوِيهَا ، ولا سماءٌ تُقِلّهَا !!!


أَرْوَاحٌ مُحَطَّمَةٌ مُنْكَسِرَةٌ ،

تَعصِفُ بِهَا رِيَاحُ الْقَدرِ  ،

وَتَرمِيهَا مُتَنَاثِرَةً

بِصَمْتٍ أَلِيمٍ ،

قُلُوبًا مُتْعِبَةً مُنْهَكَةً

مِنْ شِدَّةِ أَوْجَاعِهَا، وكَلِمَاتٍ وَأَحَاسِيسَا مُبَعْثَرَةً ؛ مِنْ فَوْضَى الضَّجِيجِ ...!!!


ذِكَرَيَاتٌ تُعِيدُهَا وَتُعِيدُ لَهَا  الْمَوَاقِفَ

هَاوِيةً فِي زَحمَةِ الْغَمَامِ ،

تَرَكَتْ وَرَاءَهَا أَيَادِي بَارِدَةً

تُخْفِي مَعَالِمَ اللَّيْلِ الْمُعْتَمِ :( عِطْرًا- -بُوحًا - صَمْتًا - صَوْتًا -مَلَامِحَ -شَرَايِينَ تَتَدَفَّقُ

فِي مَوَاسِمِ النِّسْيَانِ -نُورًا يَتَلَاشَى فِي اللَّيَالِي  الْمُظْلِمَةِ-

رَسَائِلَ -ضِحْكَاتٍ -قَهْقَهَاتٍ -أَنِينًا وحنِينًا  ...) ؛ لِتَرْسُمَ طَيْفًا قَرِيبًا عَلَّهُ يُوَاسِي مَشَاعِرَا خَاوِيَةً...


وأَعَاصِيرُ الشَّوْقِ تَعْصِفُ ، وخُطُوَاتُ أَحلَامنا تُفَتِّشُ خَلْفَ قُضْبَانِ الرَّحِيلِ ،

تَتَعَدَّى حُدُودُ الْبَوْحِ بِحَنِينٍ قَاسٍ ،

نَبَضَاتٍ تَتَهَاوَى مُسْرِعَةً؛ تُوَاسِي قُلُوبًا صَامِتَةً ،

بِرًّا وَبَحْرًا وَشَطَآنًا وَجُزُرًا ؛

يَقْطِفُونَ مِنْ خُيُوطِ الشَّمْسِ دِفْئَهَا...


سُكُونٌ رَغْمَ  فَوْضَى الْكَلِمَاتِ ،

بَيْنَ أَزِقَّةِ الْأَلَمِ تَسْكُنُ الْجُرُوحُ ،

تَخْتَبِئُ خَلْفَ صَفَحَاتِ الْحُزْنِ وَالْخِذْلَانِ وَالْآهَاتِ ،

بَعْدَ أَنْ اسْتَبَاحَ الشَّكُّ وَالْخَوْفُ وَالْبَرْدُ ،وأَنْفَاسٌ مُتَقَطِّعَةٌ رَسَمَتْ لَحَظَاتِ الْغُرُوبِ

وَإِرْهَاقَاتٍ عَمِيقَةً فِي دَفَاتِرَ مُمَزَّقَةٍ ،

يُخْتَصَرُ فِيهَا تَشَنُّجَاتُ الْقُلُوبِ

تَبْحَثُ عَنْ أَنْفُسٍ بَيْنَ الْأَحلَامِ وَالْحَقِيقَةِ ،

تُزْرَعُ مَلَامِحُ الرُّوحِ عَالِقَةً فِي دَاخِلِهَا

لَا تَسْتَطِيعُ نِسْيَانَهَا رَغْمَ الْأَلَمِ وَالْأَنِينِ ،

تُؤْلِمُهَا  الذِّكْرَيَاتُ وَيُضْنِيهَا الْحَنِينُ وَالِاشْتِيَاقُ ،

لِيُطِلَّ الشِّتَاءَ الْبَارِدَ مِنْ نَوَافِذَ مُبَلَّلَةٍ

تَلْمَحُ وَوُجُوهٌ بَيْنَ قَطَرَاتِ الْمَطَرِ ..

سَتَتَذَكَّرُ ذَاكَ الطَّيْفَ الْبَعِيدَ ، يَحْمِلُ مَعَهُ دِفئًا دُونَ لِقَاءٍ ،

وَتَرَتَّبَ مَوْعِدُنَا عَلَى شَاطَئِ الذِّكْرَيَاتِ...


أَسْمَاءُ جُمْعَة الطائي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق