الأحد، 5 ديسمبر 2021

أبين النوح ...بقلم الشاعر أبو مظفر العموري

 أبَيتُ النوح

...............

أتاني - أبيتُ النوحَ - أنَّ حبيبتي

تُواري دموعَ العينِ من شدةِ القهرِ


فقلتُ وفي الخَفَّاقِ حسرةُ عاشقٍ

رَمَتهُ يَدُ الأقدارِ في أيسرِ الصدرِ:


أَ فاطمُ مهلاً؛ قد أثَرتِ مدامعي

وَصرتُ أعاني الويلَ من لوعةِ الهجرِ


تذكَّرتُ أيامَ الوصالِ وَ طيبها 

وَشُربَ كؤوسِ الراحِ مِن لَثمةِ الثغرِ


وشعرٌ كليلٍ مدلَهِمٍّ وً حالِكٍ

ووجهٌ كنورِ الشمسِ مع طلةٍ الفجرٍ


وًجيدٌ كجيدِ الريمِ إن فَرَّ هارِباً

يعانِدُ مجرى الريحِ في روعةِ النِّحرِ


وَعينان حوراوان من غيرِ إثمَدٍ

ونهدان عاجيَّان في قِمَّةِ الصدرِ 


وزندان درماوان والساقُ أخدَلٌ 

وَردفان رجراجان في أسفلِ الظهرِ


وَخصرٌ رقيقُ الجلدِ دونَ تَرَهُّلٍ

وَمِن ثِقَلِ الأردافِ يخشى من البترِ


غداة رحيلِ القومِ داعبتُ جيدها

وَقبلتُ ثغراً في شفاهٍ كما الجمرِ


رشفتً كؤوسَ الراحِ من دَنِّ ثغرِها

وَفِعلٌ رضابُ الثغرِ أمضى من الخمرِ


وَفَتَّقتُ فاراتُ العطورِ بصدرِها

ففاحَ عبيرُ المسكِ في مِخدَعٍ الخدرِ


فقالت: فَدَتكَ الروحُ عشقكَ مُهلكي

وَحبُّكَ في التامور باقٍ إلى الحشرِ


فحضنك جَنَّاتُ النعيمِ وتحتُها

سيولٌ وأنهارٌ مِنَ الشهدِ والعطرِ


وَقُربُكَ يحيي الروحَ من بعدِ موتِها

وَبُعدُكَ كالطاغونِ يودي إلى القَبرِ


فخيرُ جنانِ الخلدِ حضنُ حبيبةٍ

وخيرُ كؤوس الخمرِ في القبلةِ البكرِ

........................

ابو مظفر العموري

رمضان الأحمد.

..البحر الطويل...

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق