الخميس، 30 ديسمبر 2021

رضيت إن كنت راضيا ....بقلم الشاعر محمد حميدي

 رضيتُ إنْ كنتَ راضيا

------------------------------

رفعتُ يديَّ أَرومُ عونَك يا إلهيا 


ربِّ مالي سواكَ آتي بابَه شاكيا 


أتيتُكَ بِضعفي وانكساري وتذلُّلِي 


لِيقيني بقربِكَ ياإلهي يعْلُو شأنيا  


فالأيَّامُ ياإلهي قدِ ازدادَ علَيَّ مُرُّها 


مَرَّ السَّحابِ حُلوُها قد يَمُرُّ بِبابِيا 


كأنَّ ما بيني وبين السعدِ عَداوةً 


وكأنَّ السَّعدَ ماراقَهُ طيبُ حاليا 


فَرَغَدُ العيشِ انحنى ظهرُهُ باكِراً 


ومَطَارِحُ عُكَّازِهِ وخزُها بِظهريا 


كلَّما التفَتُّ لهُ أشاحَ عنِّي وَجهَهُ 


وكأنَّما ما عادَ يألفُ منِّي وَجْهِيا 


فلَعَلَّ وجهَ الغنيِّ الباسمِ قَد راقَهُ 


فصارا صِنوينِ لَيسا مِن أصدقائيا 


حتى الكلابُ إنْ رأتْني عليَّ نَبَحَتْ 


كأنَّها تعرِفُ الفقيرَ والغنيَّ المتعاليا 


عفوُك مولايَ ما كنتُ يوماً بمعترضٍ 


لكنَّ لِسانَ حالي بِزللٍ أطْلَقَ لِسانيا 


مولايَ إنْ زللتُ أو عَصَيتُك بجهالتي 


تداركْني بِلُطفٍ وتقَبَّل منِّي دُعَائِيا 


الحياةُ ملعونةٌ بِما فيها إلا ذِكرٌ سَما 


قد قَرنتُ ذِكرَكَ يامولايَ بِخَلجَاتِيا 


فاعفُ عنِّي إنْ أسأتُ بما بُحتُ به 


لمَن أشكُو وببابِك تَحْلو مُناجَاتِيا 


مَحْمُومٌ بفِراشِ الأشواقِ مُتَقلِّبٌ 


كم يَرُومُ وَصلَ لَيلاهُ وَيَعُدُّ اللَّياليا 


غريبٌ مَكروبُ ليلُ أيَّامِه مُتطاوِلٌ 


يا مُؤنسي في غُربتي فَرِّجْ كُرُبَاتيا 


ضاقتْ إلهي أنتَ الرحيمُ وحدَكَ بي 


أتيتُكَ بحبِّي لك وبِبعضِ رُكَيْعَاتيا 


فلي يقينٌ بأنَّكَ لِمَا أهَمَّني مُفرِّجٌ 


إنَّ سَعدي يامولاي في رضاكَ عَنِّيا 


فارضَ عنِّي وجُدْ بما أنتَ أهلٌ لهُ 


يا قاضيَ الحاجاتِ اقضِ حاجاتيا 


أتيتُكَ ومعيَ الحبُّ لِلحبيبِ محمدٍ 


حبُّه بَلسَمٌ لِمَراراتِ أيَّامي وشِفائيا 


فاشْفني ياربُّ بحقِّ حبِّ قلبي له 


ليس لي سواكَ مَن يَشفي عِلاتيا 


مولايَ ياعَوني إنِّي ضعيفٌ فَتَوَلَّني 


رضيتُ ياربُّ إنْ كنتَ عنِّي رَاضِيا 


محمد حميدي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق