الأربعاء، 29 ديسمبر 2021

كعادتها كل صباح ....بقلم الأديب سها عبد السلام

 كعادتها كل صباح تذهب للبحر تستجديه السكينة وتقاسمه فنجان القهوة و بعض من أوجاعها... 

ذات صباح شتوي دافئ تناغمت الأمواج وكان صفو الحديث بينهم.. قال البحر الا تشتاقين للحب، خليل درب، رفيق روح...؟! عيناك المنطفئة تستحق ضياء القمر بليلك السهران ، مدينة قلبك الفاضلة وحيدة تترجى سكن.... قالت بإستحياء... ومن يستحق...؟! وكأن أهداب الحب قد داعبت مقلتيها فتبعثر منها التمني... 

وفي طريقها للحياة..  عثر عليها.. كجوهرة يسعى إليها الجميع.. لكنها لا تبالي أهداها بعض من الكلمات بكثير من الحب... وهي تمضي  تنثر الورد أينما خطت... ولا تعيره إهتمام... جن جنونه. وتسائل غاضباً كيف ذلك أنا الفارس المغوار  أمير الهوي وسلطان العاشقين...؟! ولا يدرك أنها القمر الساكن في سماه وليست كالنجمات المبعثرة  بخطاه .. فأسرع يعلن عليها الحب ويخط لها بعض من شهد الحروف تفوح بشذي الأحلام... لكنه تفاجئ أن قلم القلب هو من يكتب.. َوأن عبير العشق يمطر بأنامله.. ورجع يتسائل.. من تلك التي هزت فؤادي العنيد.؟! . من تكون هي؟! ولم هي.؟! .. فذهب بين سطورها يبحث عنها ويقرأ بعض من نفسها.. فإذا به يبحر بها هياماً وجادت عليه سكينة الروح وهدوء النفس كأنه ربان سفينة الحب وهي الشراع.... وهنا أدرك إجابته... وقد هم ّبقلبه هِمة الفرسان... وأقبل على المواجهة... طرق إحدى أبواب قلاعها الحصينة وبدأ بالسلام... وهي كانت تتوسم السلام قبل الحب فأدركته منه وبدأ غيث الحديث يثمر نفحات الهوي.. أسرعت الي البحر تخبره...بما وطئت له فإذا به ثائر وبغضبه تلاطمت الأمواج خشية منه... سكنها الخوف... وتراجعت عن الحديث معه.. واكتفت بالتحية ولكن عيناها تُبعثر الضياء كالقمر في ليلة مظلمة وإبتسام وجدها يثمر بثغرها الورد... هدئ البحر عن ثورته وتوجه بالصفاء إليها وقال أرى بين ملامحك عاشق ملك مدينتك وأركانها وأشعل مواقد وجنتيكِ وحث الإلهام بسطورك... أجابت على الفور نعم.. هو من وجدني... هو من سعى لولادة الهوى من رحم أيامي العقيمة هو من خطفني من عتمني.. لملم بعثرة أوراقي وسكن الكلمات.. 

قال بنبرة شجن أتمنى ان يستحق.... فأنتِ درة السموات وعروس البحور... لا يليق بها إلا الملوك... أجابت بتناهيد الهوي  وتيام المحبين... يكفي أنه مليك الفؤاد.. أمير الأساطير.... قال بنبرة فرح اذاً أميرتي الصغيرة عشقت... هنيئاً. لكِ مراقص الشوق على أنغام الهوى هنيئا ً لكِ.. هنيًاً لكِ.... وفجأة زارتها اليقظة... وحطت بركاب قلبها في الواقع.. بنهار شتوي جديد تنهدت وقالت ما أجمله من حلم... ليته يتحقق يوما.ً

🖋️# سها_عبد _السلام 🌷🌷

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق