كتبت هذه الأبيات تفاعلا مع مأساة أحد الموظفين الذي رمى نفسه من شرفة الدور الثالث من مبنى في إحدى الشركات ومات بسبب قسوة مديره وسوء معاملته له والسخرية منه أمام زملائه .
--------------------------
( لا يسخر قوم من قوم )
السخرية القاتلة
جف القلم من حبره وامتنع حزنا عن المسير
ورسم طابع حزنه لما رأي القلب الكسير
وعلا صوت ألمه وخرج دمه مع الزفير
مما رآه من أسى وإهانة الرجل الكبير
**** **** **** ****
من ذا الذي بتبنى حملات من التشهير ؟
بكلام يدمي القلوب كأنه نار السعير
على رجل ظل يعمل في المنشأة باليسير
من ذا الذي يبدي امتعاضا من تعاسة الفقير
وبرفع سيف الذل هونا وهو الساخر الحقير
أين العدل والشركة فيها القاسي هو المدير ؟
**** **** **** ****
استشاط الناس غيظا من فعله ذاك المرير
يزيد الغيظ كل يوم والاحتقان ممن يدير
والموظف ظل يبكي من جرمه وهو حسير
من إهانات له شتى يكاد العقل أن يطير
من سخرية بحدتها من ديون عليه كثير
ماذا يفعل وقد حورب بسيف ساخر مكير ؟
ينمو الصراع داخله واليأس يبدو على شفير
كيف يسدد ما عليه من ديون وهو فقير ؟
يعمل بجد لدى قوم أرهقوه فلا نصير
لم يجد حلا سواه ما أقسى الحل العسير
أن يقتل نفسه بيده والسبب ذاك المدير
فرمى نفسه من أعلى ومات في جو مثير
أنبكي عليه أم نبكي على غياب للضمير ؟
**** **** **** ****
يا حسرة على نظم أغفلت شيئا كثير
أغفلت حق العامل في جو من التيسير
حقه في أن يعمل في بيئة كالحرير
لا استكبار .لا علو . لا احتقار أو تشهير
كيف نرضى أن يذل من يمد يد التعمير
ما تكاسل ما انتابه أي نوع من تقصير
كم من عامل يتعرض للإهانة والتحقير
ويبتلع غضبه منعا من الراتب أن يطير
بئس رجلا المدير هل لديكم من تفسير ؟
---------------------------------------
بقلم د / عبد الرحمن فتحي الحناوي .
من مصر .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق