( بنت الشاطيء..... )
____________________________
لا أقصد (بنت الشاطيء) الكاتبة العربية الكبيرة عائشة عبد الرحمن، وإنما الأمر غير ذلك..
دعنا نرى..
كان زميلاً لي في أحد المدارس، وتقاعدنا، وافترقنا، وفي أحد الأيام إلتقيت به، وجرت بيننا أسئلة تقليدية عن الصحة والاوضاع والاولاد.
من جملة ما أخبرني أن ولده سامي الذي درسته، قد تخرج من معهد متوسط، تخصص فندقة، ولأن ولده هذا حصل على مرتبة متقدمة عن زملائه، فقد عين في أحد الفنادق في مدينة العقبة الساحلية الجميلة، وختم قوله، حيث عرض علي
إن ذهبت للمدينة برحلة سياحية، أن أمر على ولده بالفندق حيث هناك عرض للموظفين العاملين بالفندق، انهم يستقبلوا معارفهم، بسعر مخفض بنسبة معينة بالسنة.
أخذت إسم الفندق، ومضت الأيام، وفي احد الايام، قررنا انا وزوجتي الذهاب برحلة ترفيهية للعقبة، فكان الفندق المذكور هو محطتنا.
إتجهت إلى موظف الاستقبال بالفندق، وسألت عن الشاب وكانت زوجتي تجلس على كنبة، لتستريح من تعب السفر.
قلت للموظف:_
يا أخ..
أين أجد موظفا اسمه سامي؟
الموظف:_صاحبك سامي، للاسف لم يكمل شهرا واحدا عندنا وطرد.
ألم تعلم بطرده؟
قلت:_لاوالله.. مفاجاة لي.
قال:_لن أعيدك خائبا، ستنزل بالفندق مع التخفيض، واعتبرك من معارفي،اهلا وسهلا.
شكرته على خلقه ونبله، وقلت له:_
غريب طرد الشاب، اعرفه شابا محترما.
ما قصته؟
إبتسم الموظف، ونظر بجميع الاتجاهات، وقال:_
والله يا عم، صحيح كلامك، سامي من خيرة الشباب، وكان يقوم بعمله خير قيام، إلى ان جاء يوم، طلبت إدارة الخدمات ان يرسل سامي، كاسات عصير إلى أسرة تجلس على الشاطيء، تقدم من الرجل وزوجته، وكان الزوجان يلعبا بطاولة النرد،أخذ كل منهما كأسه، وأمروه ان يرسل الكأس الثالثة لابنتهم التي كانت منبطحة على الرمال، وتأخذ حمام شمسي.
تقدم الشاب منها، وكأنه يتقدم لاستعراض حرس الشرف.
راى ويا هول ما رأى!
فتنة وأي فتنة، كلما إقترب منها، تروح رجلاه تتراقص معا
من الارتباك، كان يتقدم نحوها وهو يخطو مثل خطوات البطريق، عيونه لا تفارقها، ومن حيث لا يدري، كأنه إصطدم بخياله، فتعثر في مشيته، فاندلق كأس العصير، على جسد الصبية، التي قامت مذعورة، وصرخت به.. سوفاج.. دونكي..
هجم والديها، وخذ يا بهدلة وشرشحة.
نظر الموظف مرة اخرى لزوجتي حتى تأكد انها لا تسمع ما سيقول. وقال:_
بصراحة يا حج، رأيتها، والله رأيتها، لم يمر علي اجمل من هذه المخلوقة، كانت ياحج نائمة.. فتنة نائمة، لعن الله من يوقظها.
قلت له:_على وصفك، لا يكفي طرد الشاب، يجب ان يعدم.
وضحكنا...
على ضوء هذا كتبت هذه القصيدة النثرية، وارجو ان تنال إعجابكم..
يوم كنت معه..
قلت للنادل:_
يكفيك توهان..
الوقت حان..
لتترك الحان..
ففي شفتيها، الخمر مجمعه...
على الفور، ترك الخان..
وما خان..
بل من ثغرها دان..
فوجد الراح... فراح يجمعه..
فصار ولهان..
وراح من مُدام لماها، بشفتيه يقطعه..
فانتشى نشوان...
كأنه مليكا بصولجان...
ووجهها له شطرنج.. وشفتيها رقعه..
ثم عاد ليرتاد حانته، ثملاً سكران..
يتهادى ومعه..
سُكراً وألحان..
وما تمنعت شفتاها، لكي تمنعه.
بل قالت:_هذا حادي الركبان..
متسولاً من شفتيَّ، سأطعمه..
لكن يا ويحه،، ما أطمعه!!
كيف بقي جوعان؟
ونقطة. من رضابي، من المفروض تشبعه..!!
ولما تركها. عشعش بين. شفتيها كيروان..
وجعل من ثغرها له منتجعُ..
وراح ينصت لأجمل الألحان..
وهو لشفتيها يستمعً...
فلا عجب إن كان..
الطير..
والخمر..
والسحر..
على شفتيها، وقد ركعوا...
كأنهم بإفطار رمضان...
أهلا وخلان..
حول الطعام وقد إجتمعوا...
وقيل زمان...
الطيور على أشكالها تقعُ...
سيدتي..
كأنك حكاية من قصص.. كان يا ما كان..
وشفتيك.. كأنهما من كاس معين الجنة قد نُقعوا..
__
هلوسات
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق