(( لا شيء يوجعني ))
بقلمي / عصام حسيني مدين
...............................................
لا شيء يوجعني سوى أنتِ
وما أنتِ بموجعتي
ولا شيء ليبهجني سوى أنتِ
وبين البهجة الكبرى وأحزاني
خيوط سراب لا تزهر ولا تنظر
ولا تسمع سوى صوت يعاديني
علي الساحل بملح البحر ترميني
فلا شيء يعانقني سوى حلم يناديكِ
ولا شيء يقاتلني سوى هجر بعينيكِ
وكم من خنجر دامٍ أراه رهين كفيكِ
وليس بقاتلي لكن يخوفني لأنساكِ
فلا أنسي ولا أبكي ولا أضجر
فنصف مرارتي مُزجت بأطنان من السُكر
وشمس حنانكِ الملئى بأشواقي
إلي شغفٍ علي لهفٍ فلا أصبر
و أكسر القنديل في دربي لكي أُبصر
فلا أُبصر ولكني بخمر لماكي قد أسكر
صناديق من الأطلال أفتحها علي صدري
فتخرج الأشياء واجمة وناقمة تهاجمني
فكم من وردة ذبلُت علي وجنات فاتنتي
وكم من عطر عتيق الصُنع ينتثر وينتشر
ورغم ضياع بهجته ولذته فقد أثمر
ورغم روائح البنزين والصابون والمجزر
فثم هناك من عطر لفاتنتي بقاء العطر والجوهر
رحيل قصيدة كبري بصندوقٍ علي صدري
و أوراق ممزقة وأقلام محطمة
وأشعار بلا حبري فلا شيء سوى صبري
قرأتُ قصيدة كانت بأوردتي تلازمني
علي ملل وجدتُ الحرف متكئاُ علي عمري
وما عمري سوى شِعر أًقفيه بلا مئزر
فقد كانت كعاداتي أُعري الحرف كي يزأر
وصرخات تداعبه لكي يرقي لكي يُزهر
ويحكي قصة للحب
بأشعار بلون سياجنا الأخضر
وعند الوصف للخدين
ستلحظ لونه الأحمر
وحين يقول عن أعتاب فُرقتها
ستبكي قارئي أكثر
وحين ستسمع بين الحرف زقزقة
ستعرف حينها أن لقاء جارفا يحضر
ومن شفتين والغتين علي أشلاء من يُنحر
دماء بلون النار قد مُزجت
فلم ترحم ولم تغفر
حنانيكِِ يا منْ بالقتلِ تفتخري وتنبهري
فهل العاشق الولهان من ذنبٍ
إذا في العشق قد أُجبِر ؟؟؟؟
ولا شيء ليوجعني سوى أنتِ
وبُعد عنكِ قد أمطر
شواظ النار في قلبي فلا أغفوا ولا أُبصر
وكم من وجع أعانيه فلا أُبديه أو أذكر
طقوس العشق ضاربة علي صدري
وكم من دمعة حيري تريد الخد كي تُبحر
فلا ترنو سوى حجر يقبلها لكي تقطر
أما قد حان موعدنا لكي ننعم وكي نظفر
بضم الروح للروح وضم القلب للجوهر
وضم القلب بالقلب علي نهر من السُكر
فلا وجعي يُعذبني ولا وجعي بذي أظفر
فأنتِ الريح إن يقسوا وأنتِ الود إن يأسر
وأنتِ الشمس إن تدفيء وأنتِ البحر إن يزجر
وأنتِ البدر في قلبي وأنتِ عذابيَّ الأكبر
و أنتِ دوحة مُلأت بأحلام أراها بديعة المنظر
فلا وجعي يحاصركِ ولا وجعي كما أشعر
....................................
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق