( قررتُ أخلع جزمتي )
إني ..عملـتُ معلمــا
فأردتُ أغرسُ خبرتي
قلبي .. يـدقُ بفـرحةٍ
فاقتْ حـدودَ سعـادتي
فدخلتُ فصليَ راقصا
والعيـنُ تذرفُ دمعتي
طورا أغني .. وتارةً
أتلو حروفَ قصيدتي
لولا الملامةُ... قلْتُهـا
يا فرحتي يا فرحتي
*****
عند اللقـاءِ ســألتُهم
مـاذا أخـذتم صبيتي
إني أتيــتُ ... إليكـم
حتى .. أعلِّـمَ إخـوتي
فــأنا الضليعُ بعلمكم
أمَّـا القـواعــدُ لعبـتي
مــا فـاقني مــن عالمٍ
في علمهِ .. أو أبلةٍ
لو رحْـتُ أطلبُ حاجةً
فالكـلُ رهــنُ إشارتي
*******
فــأجاب شـابٌّ منهـمُ
هل أنتَ تعرفُ قصتي
إني ذبحـتُ.. معلمـا
ورميتهُ في التـرعةِ
إنْ كنتَ تبغي عيشةً
فـالزمْ حـدودك بالتي
لمَّــا نظــرتُ لوجهه
أدركتُ حجمَ مصيبتي
أخبرتهُ ... في رقةٍ
أنـتَ المحقُّ وعزَّتي
إذ كيفَ يضربُ مثلُكم
من غيـرِ كعبِ البلغةِ
*******
ما كدْتُ أنطقُ قولُها
حتى شعـــرتُ بخضةٍ
لمَّـا وجدتُــهُ غاضبـا
قــررتُ أخلعُ جزمتي
قد رحْتُ أجري خيفةً
فوقعـتُ بيــن الحفرةِ
الوجهُ أصبحَ عابسا
والجسمُ صارَ برعشةٍ
وبــدا يصيحُ مزمجرا
أدخلــتَ جحــر الحيةِ
لمَّـا رأيتُهُ ... قادمـا
أدركـتُ قُرْبَ نهايتي
*********
أخبــرْ وزيري أنني
سأمـوتُ شـرَ الميتةِ
طلابُ مصـرَ بعهـدهِ
فـاقوا حـدودَ الخيبةِ
واعتادوا زرعَ الفتنةِ
تـركوا التفاهمَ بالنُّهَى
وتحصَّنـوا بالسنجةِ
حتى المناهجُ قد بدتْ
في عصـره كاللعبـةِ
صــار المعلمُ .. عنده
لا يستــوي.. بالمعزةِ
*******
شعر / حمودة سعيد محمود
الشهير بحمودة المطيري
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق