الحب_على_سفح_الجبل ..
بقلمى____ د.إمام عبدالعظيم سليم ..
كانت سمية تستطيع فى يسر أن تسمع الحديث بين الشابين الجالسين على مقربة منها الى منضدة فى الفندق ، ولكنها لم تعر احداهما التفاتآ خاصآ .
قال احداهما للأخر اذا كنت تريد الاصطياف فسأدلك على مكان بين الجبال ليس أطيب من هوائه ولا اروع من مناظرة ولا اوفر من حاجياته مع يسر الثمن ، ولا أجمع لأسباب الراحة والسرور وقد طال تردادى عليه وآمل ان اذهب اليه فى الخريف القادم ، وسأدلك ايضٱ على نفس الكوخ الذى كنت اقيم به ، ولم يكن المستمع يعرف المكان الذى ذكره الشاب ، ولكن سميه عرفته وكتبت على ظهر مجلتها ذلك العنوان ، ولم يخطر ببالها إنها أخطأت فى ذلك لأنها كانت تريد الاصطياف ايضٱ ، وكان مثل هذا المكان حلمٱ من اروع احلامها .
ولكنها لم تكن تعرف شيئٱ عن هذا المكان ، وليس أجدر بأرشادها اليه من هذا الشاب الاسود الشعر وبنى العينين الذى كانت تراه من حينٱ الى أخر على هذة المنضدة بالفندق وإن كانت إلى اليوم لم تبادله كلمة واحدة ، على أنهما كانا يتبادلان النظرات في كثيرٱ من الأحيان .
وفى ليلة هادئة الجو معطرة النسيم وصلت سمية الى المكان المنشود حيث استقبلتها صاحبة الكوخ ورحبت بها ترحاب الصديق للصديق وقالت : اخشى أن يكون هذا المكان موحشٱ لشدة هدوئه وخلوه من الأنيس ، ولكنه يوافق اشتراطك ، وليس عمل هنا إلا المشى على سطح الجبال المزدانة بأعواد الزهر .
فأبتسمت سميه وقالت : إنها تألف هذة المناظر وتحبها فقد اعتادت الاصطياف فى الريف وإنها لا تنتظر أن تسبب لها هدأة الحياة شيئٱ من السأم ، وكان من حسن حظها أن الجو اعتدل وراق في الأيام الأولى من زيارتها لهذا المصيف .
وفى يوم من الايام قالت صاحبة الكوخ : إنه فى المساء سيأتى مصطاف جديد وسيقيم فى غرفة اخرى من الكوخ ، فأذا راقك مجلسه بعد التعرف به قدمت لكم الطعام معٱ .
فلم تبدى سميه أى أعتراض بل سرت من وجود زميل من أهل بلدتها في هذا المصيف .
وفى اصيل هذا اليوم خرجت لتتنزه على سفح الجبل في طريق المحطة وهى تعد نفسها بأن تكون نزهة الغد برفقة رجل هى الى اليوم لم تصاحبه .
وفيما هى تعلل النفس بوعد جميل زلت بها القدم عند محاولتها الصعود الى مرتفع من سفح الجبل فهوت وجرح ساقها واستحال عليها النهوض ، ورأت رجل يسلك الطريق ، ولما دنا منها عرفته إنه صاحبها اسود الشعر بنى العينين ، ونظر اليها وكاد أن يمشى دون أن يتكلم لولا أنها استوقفته وأخبرته بالخبر ، وطلبت منه المساعده ، فوافق على الفور ، وقال إذا شأتى فلنذهب الى الكوخ مستندة إلى ذراعى .
قبلت سميه على خجل ما طلبه اليها . وكان لابد لهما من التحدث في اثناء الطريق فأعترفت له بأنها عرفت المكان من حديثه مع صاحبه ، وقال لها : إنه كان يريد أن يأتى فى الخريف ولكن طرأ ما دعاه الى التعجل .
وفى اليوم التالى كانا واقفين امام الغدير يتحادثان فقالت ما أجمل هذا المنظر !!!!!!
قال : إننى لو امتلكت ثروة لحققت حلمٱ طالما كنت انعش نفسى بتصوره وهو ان اشترى كوخٱ فى مثل هذا المكان فاقضى فيه شهرٱ من كل عام ...
قالت: اهذا حلمك ...؟ فقال نعم ولى حلم مرتبط به .
قالت : اتخبرنى ماهو ...؟
فقال منذ بضعة شهور رأيت فتاه فأحببتها واريدها زوجة ، ولكنى لا املك ما أسديه اليها غير حبى .
فتشجعت الفتاة اكثر مما كانت وقالت : ربما كانت الفتاة لا تطمع فى غير الحب .
ثم قالت : هل ارشدتها الى هذا المكان ... ؟
فأبتسم وقال : أننى لم اكن كلمتها على الرغم من أنى كنت اراها كل يوم . وقد انتهزت جلوس صديق معى فرصة لأذكر المكان بصوت عال على مسمع منها ، وكنت اعلم إنها تريد الأصطياف .....
فأحمر وجه سميه وقالت : ربما كان عند صاحبتك مثل الذى عندك ، وربما سبقتك الى الكوخ طمعٱ فى لقائك ....
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق