مَرْثِيَّةُ قَلْبٍ
يا تِيهَ قلبٍ
إليه تُشدّ الرّحال
يلوذ به الملتاع عشقا
إذا انقطع الوصال
يشكي من الدّهر صروفه
و من العاذلين نِكال
يبكي بحرقة رحيل الهوى
و دموع العاشقين لعمري ثِقال
فلا يبرح تاللّه أعتابنا
إلا وقد فتح له الفتح الحلال
فويحك يا قلب قلّي
أتذود حمى العاشقين
و فيك على بعضها
تتكسّر النّصال ؟
أهو العشق المحال سباك ؟
أم بالبعاد تكبّلك الأغلال ؟
لكَمْ سقيتُ الورد ماء زلالا
حتّى سال من الورد الرّحيق
و منحت العشق روحي
حتّى شبّ في القلب حريق
قلتُ حتما ستخمد ناره
فهي الحبيب وهي الرّفيق
فقفّيت لها كلاما مُسجّى
ما كان بغير حسنها يليق
خِلتُ السّعادة تَعْمُرُ قلبها
فَيُشَقَّ لحبّنا
في عباب البحر طريق
خلتُ...و خلت...و خلت
لكنّ قلبي بِوَاهِنِ الأحلام
كان يضيق
يا تيه قلب
تتساقط أيّامه صرعى
كأوراق الخريف
فيهجره الضّياءُ
صباحه بارد
لا نبض للحبّ فيه
لا وردة حمراءُ
تستحمّ في مزهريّتها
ولا اشراقة شمس
تتجمّل بها السّماءُ
أمّا ليلها فطويل ، طويل
بلا أحلام و لا خليل
فأيّ معنى للوساد النّبيل
و القلب يقتله الجفاءُ
يرسمه بقطر النّدى
على بلّور نافذتي
مطعونا ، ممزّقا
تضرّجه الدّماءُ
بقلمي حسن المستيري
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق