الاثنين، 25 أكتوبر 2021

أيا لغة الحضارة ...بقلم الشاعر محمد الفاطمي

 أيا لغَةَ الحَضارةِ لا تَنامي

أنا لغةُ الحضارة والكتابِ***أنا المطرُ المحـــــــــمّلُ في السّــحابِ

أنا الفُصحى بذكر الله تُتلى***فتنتفضُ العقولُ من السّـــــــــــــرابِ

أنا البحر المحيط بروح وحي***تعطّر بالهدى عـــطر الصّــــواب

أنا الإبداع دينا وانتــــــسابا***أتوق إلى الفصــــــــــاحة في شبابي

فكيف تحوّل المنطوق لغوا***وسيّدة اللّــــــــغات بلا انتـــــــساب؟

////

أنا عربــــــــيّةُ القرآن ذكرا***بياني في البـــــلاغة فاحَ عـــــــطْرا

يعيّرني الضّعافُ بكلّ عجزٍ***وَبِنْيةُ مَنــــــطقي تنْساب يُــــــــسْرا

بعلمِ النّحـــــو بيّنها رجالٌ***وأغــــــــنوا إرثـــــــــها أدباً وفـــكرا

فجــــاء اليومَ قومٌ حاربوها***بلغـــــــوٍ في التّواصل صار جهْــرا

فهل نسي الشّبابُ لسانَ مجدٍ***أقام حضـــــــــارة برّا وبــــــحرا؟

////

لساني في الحديث لسانُ ضاد***وديني في الهُــــــدى دينُ الرّشاد

تعقّبني التّـــــخلّفُ من قرونٍ***ولاحقـــــني التّدهورُ في بـــلادي

وسعتُ كتابَ ربّ العالميــــــــن***وعند الأهل قد كــثُرَ انتـقادي

رموني في الشباب بكلّ عقمٍ***وفي الــتّدريس قد عَبـــثوا بزادي

فأضحى في الورى ذكري ضعيفاً***وعُطّلتِ العزائمُ في العـــباد

////

أرى الفصحى بثورتها تجودُ***وسحرُ الضّاد يعشـــــــقُه الوجودُ

ورثنا العلم في القرآن فقهاً***وفيه الوحيُ يـــــــــــــطبعُه الخلودُ

كتاب بالبيان أتى صريحـــــاً***فبان الحقُّ وانهزمَ الجحـــــــــودُ

وجاء الفتحُ بالفتوى مُبينـــــــــاً***يؤازرُ نصره الصّــــمدُ الودودُ

وقد أضحى به الإسلامُ شمساً***أشعّةُ نورها نِعَــــــــــــــمٌ وجودُ

////

أيا لغة الحــــــضارةِ لا تنامي***فإنّ الــــــنّوم أثّــــرَ في الأنـــام

أريدُك أن تعودي عند أهلـــي***وحرفك في الرّفيع مــن المـــقام

فأنت الأمنُ في وطني وديني***وأنت النّور في غســــــق الظّلام

أحبّك حبّ أمّـــــي في فؤادي***لأنّك في فــــــــــمي مسك الكلام

ولن أختار غيـــــرك يا لساني***لأنّي قد عشـــــــقتك في غرامي

محمد الدبلي الفاطمي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق