الجمعة، 22 أكتوبر 2021

رقصة المطر ...بقلم الشاعرة سعاد شهيد

 نص بعنوان / رقصة المطر 

على أنين جراحي ترقص قطرات المطر

يبكي الناي تراتيل حلم طرز  على أوراق الشجر

 عناق الندى للصباح و الزهر 

تغرد ها قد جاء الخريف ليسقط ما تبقى من أنفاس العمر

كورقة قش ترجف وسط النهر 

تتساءل إلى أين يأخذها هذا الطوفان المتجبر

تارة تعانق حجر 

و تارة تقبل غصن شجر تائه لا يعرف أين المفر

جرح عميق ينزف لا ينام  يراقب ضوء القمر

يسأله لمن كل هذه الأضواء و هل هناك حفل و سمر 

آه يا جرح قلبي متى تصمت لأنعم بألوان الفجر 

أعانق صخب الوجود و لا أضجر 

متى و حبات الملح مزروعة  في دمائي منذ الصغر 

متى و طفولتي كانت شيبا و كبر

متى و أنا مازلت أسقط و أتعثر ، أثوابي معطرة برائحة السفر

حمام الطرقات ينام في حضني و عيني أكلها السهر 

تتضارب الأسئلة في نبضي و تسكر 

مطر و سفر و غبار طرقات تلطخ فستاني الأخضر

كنت قد طرزته بالمسك و العنبر

آه يا سذاجة نبضي كم يلزمك من  الضرب و القهر 

كم يلزمك من الحنين و الشوق و الهجر

كم ستستمر سنوات اليتم في شراييني و إلى أين المفر

تداس نبضاتك بأقدام الظلم و 

الغدر 

أحلامك تجهض في رحم الفكر

تغتالها سهام طائشة تطارد سراب وقت القر

أعانق قلمي ورقتي البيضاء أخط ما بقي في مخيلتي من رائحة حقول الريحان و الزعتر

أعطر شلال المطر 

أرسمه بستان عسل و سكر 

أسرق من آهاتي لحظة هدوء من صراخ السفر

أرويها حناء و مرمر

ملوحة دمعتي وشم على وجهي حط الرحال و استقر

طوق نجاتي عينيك فيها أغرق أنسى تسرب العمر 

دفء حضنك يريح نبضي أنام كجنين في فمه حبة تمر 

بقلمي / سعاد شهيد

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق