الاثنين، 18 أكتوبر 2021

كبا بمحراب وصفك البلغاء...بقلم الشاعر محمد حميدي

 كَبا بِمِحرابِ وَصفِكَ البُلَغَاءُ

---------------------------

هلَّ الربيعُ فتجمَّلتِ الأرصُ والسماءُ

أنارَ الكونَ مولدُهُ و شَعْشَعَ الضِّياءُ

رقَيْتُ بمدحي لهُ  فامتطيتُ الثُّريَّا

خطَّ اليراعُ أحرفاً شَعَّ مِنها السَّناءُ 

ورُحتُ أرشفُ الغرامَ صِرفاً صافياً 

ياطيبَ غرامٍ جَلَّلَ أُنسَهُ الصَّفاءُ 

الشَّوقُ للوصالِ أيْنَعَ و حانَ جناهُ 

اللهُ أكبرُ هذا الحبيبُ وهذا النقاءُ 

روحٌ ترقُصُ ومهجةٌ تَتَغنَّى بِذِكرهِ 

والقوافي بِمَدحِهِ قصيدةٌ عَصْماءُ 

قد باتَ القلبُ خافقاً أسِيرَ حُسنِهُ 

قلبُ رفقاً فالإحسانُ للإحسانِ جَزاءُ 

هذا رسولُ الله في المنامِ قد زرتُهُ 

كُلِّي خَجِلٌ بحضرةِ الجَمالِ وحياءُ 

قبَّلتُ يدَهُ فتشرَّفتْ شَفتي بتقبيلها 

حتى سموتُ  و ما وسِعَني الفَضاءُ 

كُلِّي فَرِحٌ فذا مَنُّ اللهِ علَيَّ و تَفَضُّلٌ

فبحضرةِ حبيبِ الكريم يُكرمُ الفقراءً 

هذا رسولُ اللهِ لم يَخلُقِ اللهُ مثلَهُ 

لن ترى الأرضُ مثلهُ لا و لا السماءُ 

كيفَ أبوحُ وبِما أبوحُ في حضرتهِ 

تالله قلبي يُحبُّهُ وما مِن حبِّهِ ارتواءُ 

كيفَ أصِفُ الذي أعجزَ البيانَ وصفُهُ

وعَجِزَ عن وصفِ محاسنِهِ الشعراءُ 

مالي سوى البَوحِ بما فيَّ من عِلَلٍ 

إنَّ مَن ظلموا أنفسَهم إليكَ جاؤوا 

إنَّ لي ذُنُوباً كتيرةً بحقِّ هذا النَّبي 

اغفِرْها لي ياربُّ فما خابَ الرَّجاءُ 

الدينُ معاملةٌ والقرآنُ للعبادِ مَنهجٌ 

والأخلاقُ سِمةٌ يَتَحَلَّى بها الرُّحماءُ 

فارحمْ تُرْحَمْ إنَّ الرحمةَ خُلُقٌ كلُّها 

أعِنْ تُعَنْ فَلِلْمُعِين عَونُ اللهِ وعَطاءُ 

لا تحقرَنَّ المَعْرُوفَ تصدَّقْ لو بِبَسمةٍ 

للمُتصَدِّقين في الجِنانِ عَيشٌ رُخَاءُ 

قلِ الخَيرَ أوِ اصْمُتْ إنْ كنتَ عاقلاً 

أكرِمِ الضيفَ فعِندَ اللهِ يُكرَمُ الكُرَماءُ 

أحسِنْ إلى جارِكَ واهدِهِ الَّذي تحبُّهُ 

للمحسنين عند الله مقامُ صدق وضاءُ 

هذي بَعضٌ مِن شمائلِ نبيِّ الهُدى لنا 

كلُّ ما فيَّ لهَدْيِهِ شُكرٌ وامتنانٌ وثَناءُ 

فاضتْ بالقلبِ فَتَلاها المُحِبُّ فِطرةً 

فَفَاضَ نورٌ مِن نُورِ الحبيبِ وضَّاءُ 

جزاكَ اللهُ ياخيرَ الورى ما أنتَ أهلُهُ 

عذراً قد كَبا بِمِحرابِ وَصفكَ البُلَغَاءُ


محمد حميدي .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق