حديث..
تعال أحدثك..
نطق البحر وردد الريح..
ولدنا للفرح..
وفي موتنا نستريح..
فهل خداعا نطق البحر..!؟
وهل نفاقا ردد الريح..!؟
فكيف ميلادنا فرح..
وكيف في موتنا نستريح..!!؟
تعال أحدثك..
نطق البحر وردد الريح..
الحياة تجربة قصيرة..
فيها وقت صعب..
وفيها وقت مريح..
وفيها الممنوعات..
وفيها المباح بالتصريح..
وبعد الحياة..
حياة أبدية..
مملوءة بالطيبات والطيب..
فتمتلئ النفس بما تشتهي..
بمجرد الإشارة والتلويح..
ويرفل من فيها بالنعيم..
وما عليه إلا..
بين الجميل وبين الأجمل الترجيح..
فكيف الحياة قصيرة..
إن كانت للبعض يومًا..
وللبعض مئوية..
تستوجب الشكر والتسبيح.
وكيف هي تجربة..
إن خطها القدر بمنتهى التوضيح..!؟
فمع القدرية والمكتوب..
تنتفي التجربة وتنتفي المسؤولية..
وينعدم اختيار الدروب..
ومع الحرية وانتقاء المرغوب..
تكون التجربة وتكون المسؤولية..
وتجري المحاسبة..
بين المحاسن والذنوب..
فهل نطق البحر خداعا..
وهل نفاقا ردد الريح..!؟
تعال أحدثك..
نطق البحر..وردد الريح..
الحياة عبور..
جسر للسرمدية..
لحياة كلها فرح وسرور..
لا حر..لا برد..
وكل ما فيها ..
طاهر ..جميل ولطيف..
فلم عشق الحياة إذا..
ولم الشقاء والقتل لأجل رغيف..!!؟
ولم التعلق بها وإطالتها..
بمختلف العلاجات و الأدوية..
وحمايتها بالمطاعيم..
بالسلاح ووسائل التذبيح..
إن تلتها حياة أبدية..
أجمل. أسعد وأكمل..
يمكن الحصول عليها بأقل التكاليف..
فالجنة شاملة المساواة..
كاملة العدالة..
طافحة لبنا وعسلا..
مملوءة جداول وحٓوارٍ وأزهار.
دون حدود ..
ودون تمييز..
بين مبصر وكفيف..
فلا ملكية خاصة..
لا احتكار ولا قوانين..
لا فواتير ..
ولابطاقات ائتمان وأقساط تأمين..
فكل شيء مشترك ومباح..
وكل الطلبات تلبى..
دون تعقيد وتسويف..
دون الحياة على الأرض..
المقيدة بالعقد والقوانين..
والمحاطة بالعسكر ورجال الدين..
وسوق الناس للعمل..ترغيبا..
أو بوسيلة من وسائل التخويف..
فهل نطق البحر خداعا..
وهل نفاقا ردد الريح..!؟
تعال أحدثك..
نطق البحر وردد الريح..
خلقتم..
حفاة عراة..
خلقتم أحرارا..سواسية..
متساوين كأسنان المشط..
تأكلون من خيرات الأرض وتتنعمون..
فكيف المساواة تكون..
وكيف أحرارًا نكون..
والبعض بملعقة ذهب يولد..
والبعض حليبا مرا..
أو قطعة خبز لا يجدون..!!
تعال أحدثك..
نطق البحر.. ورردد الريح..
العدالة كميزان الماء..
لا نقطة زيادة..
ولا نقطة نقصان..
وما على الإنسان..
إلا أن يطمئن ويستريح..
فكيف العدالة في الحكم تكون..
إن اختلفت الأحوال بين الناس واختلف التكوين..
فهل يستوي نفس الفعل..
بين محروم وشبعان..؟
وهل يستوي في السباق..
ماش وكسيح..!!
فهل خداعا نطق البحر ..
وهل نفاقا ردد الريح..!؟
تعال أحدثك..
نطق البحر وردد الريح..
واختلفت العصافير..
أي الأقوال تردد..
أي الأقوال خاطئ..
وأي الأقوال صحيح..!!؟
فسفكت الدماء..
واحترقت الأعشاب والأشجار..
واحترق الزمان والمكان..
بين أي من الأقوال مليح..
وأي منها قبيح..
فالعصافير تحب ذاتها..
تخشى الرهبة والمجهول..
وتساق بالترهيب والترغيب..
فهي.. وإن آمنت..
تكره شمس المغيب..
فلا بد من حياة أخرى..
سرمدية..
أجمل وأكمل..
لمن له في الآخرة نصيب..
فهل خداعا نطق البحر..
وهل نفاقا ردد الريح..
أم أنه الإنسان القميء..
في قوته يتنكر..
وفي ضعفه يقر..
في قوته يتكبر..ويتجبر..
ويرى أنه مالك الأمر والحال..
وفي ضعفه يستسلم ويستقر..
فيفسر الأقوال..ويلون الأشياء..
حسب هواه..
وحسبما يراه ملائما ومريح..
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق