الاثنين، 9 أغسطس 2021

على الرصيف....بقلم الشاعر محمد الفاطمي

 على الرّصيف

عذابُ القلْبِ أصْعَبُهُ الغرامُ***وَعِطْرُ العِشْقِ يَنْشُرُهُ الكـــــــــــــــــــــلامُ

جلسنا في الحياةِ على رَصيفٍ***يَحُفُّ بنا التّىآلُفُ والوئــــــــــــــــــــامُ

نُبادِلُ بَعْضنا نظْماً ونَثْراً***وخلْفَ ظُهورنا سَكنَ الظّــــــــــــــــــــــلامُ

وكُنّا نصنعُ الأحلام فينا***وكان الحبُّ منبعُهُ السّـــــــــــــــــــــــــــلامُ

تُرافِقُنا النّجوم بكلّ ليلٍ***وعند الفجر بنْسَحــــــبُ الغـــــــــــــــــــرامُ

                           ////

نُفَتِّشُ في الزّمان وفي المكان***ونبحثُ في الوجودِ عــــــــن الأماني

وعَنْ وجعِ الغرامِ سألتُ نفسي***فكان جوابها قبــــــــــــــــــل الأوانِ

أُصارعُ بالحُروفِ وبالقوافي***أركُضُ خلْق بوْصلة المـــــــــــــعاني

لعلّي أسْتعيدُ زِمامَ حرفي***وأنْتَزِعُ البيـــــــــــــــانَ من البَنــــــــــانِ

وفي قلمي وَجَدْتُ الحِبْرَ بَحْراً***سقى الأحلامَ مِنْ حِكَمِ الــبـــــــــيانِ

                                    ////

شكوتُ إلى البلاغةِ ما قرأتُ***وقدْ صدعَ اللّسانُ بما كتــــــــــــــبْتُُُُُُ

قرأْتُ اللّغْوَ فانْزَعَجَتْ عيوني***بما قرأَ الفُؤادُ وما رضيــــــــــــــتُ

وكُنْتُ أُهادِنُ الألْفاظَ لمّا***دُهِشْتُ بما قرأْتُهُ فانْكـــــــــــــــــــــسَرْتُ

سأَلْتُ القَوْمَ عنْ لُغتي فقالوا***هُراءً في قراءَتِهِ مُمـــــــــــــــــــــيتُ

كأنّ عقولهمْ سقطَت حضيضاً***وهذا في الحقــــــــــــــيقةِ ما رأيْتُ

                                   ////

جَلَسْنا في الخريفِ على الرّصيفِ***نفكّرُ كالبهائمِ في المُــــــــخيف

وكانَ الليلُ مشتملاً علينا***كأنّهُ قدْ تَلحّف بالــــــــــــخَريـــــــــــفِ

مَشَيْتُ على السُّطور إلى ضفافٍ***بها الأقلام تَكْتُبُ بِاللّفيـــــــــفِ

وَجَدْتُ رِفاقَ دربي في اليتامى***وقدْ جَلَسوا على طَرفِ الرّصيفِ

يُحدِّقُ بعضُهمْ في حالِ بعْضٍ***وثدْ فقدوا الكثيرَ من الرّغيـــــــف

  محمد الدبلي الفاطمي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق