الأربعاء، 1 فبراير 2023

تعلم ....بقلم الشاعر محمد الفاطمي

 تعلّمْ فَالمَعارفُ كالعَتادِ

لماذا عندنا انعــــــــدمَ الجديدُ***وفي تفكيرنا انتشر الجلـــــــــــيدُ؟

أرى الإنسانَ في وطني مُعاقاً***فما للأرضِ وَيْحَــــكَ لا تمـــــيدُ؟

تأمّلْ هلْ ترى الإسلامَ مالَتْ***دعائِمُهُ وقدْ كــــــــثُرَ الوعـــــــيدُ؟

ألم تُهْدَمْ شريعتُـــــنا بِطَرْحٍ***أحلَّ حَرامَهُ البشرُ البلــــــــــــــــيدُ؟

وكيفَ نقودُ أمّتــــــنا بحزْمٍ***وشرعُ الغابِ يَفْـــــــــــعَلُ ما يُريدُ؟

////

تعلّم فالمَعارِفُ كالعَتادِ***بِها الأَقْلامُ تَفْلَحُ في الجِــــــــــــــــــــهادِ

ألم تعلمْ بأنّ الله أعْطى***لنا نِعماً بها التّـــــــــــــقوى تنـــــــادي؟

وعلّمَ آدمَ الأسمــاءَ مَنّاً***لأنّ الله أرْأفُ بالعــــــــــــــــــــــــــــبادِ

أطابَ النّفسَ أنّ العلْمَ نورٌ***وأنّ الجهْلَ يفْتــــــــــــكُ بالرّشـــــادِ

يعلّمُ بعضُنا بعـضاً فنحْيا***بِتَرْقِيَةِ العُقـــــــــــولِ مَــــــعَ الأَيادي

////

فَشِلْنا في مُواجهةِ القُصورِ***ولمْ نَقْـــــــدِرْ على خلْعِ الغــــــرورِ

ومَنْ لمْ يُحْسِنِ الأعمالَ مِنّا***فإنّهُ قدْ تورّطَ في الشّـــــــــــــرورِ

نشأنا كاليتامى في بلادي***نُعلّمُ ما يُعَدُّ مِنَ القــــــــــــــــــــشورِ

رمانا العصرُ بالأعْطابِ حتّى***تدحْرجَ جُلّنا نحْو الفــــــــــجورِ

فصِرْنا إنْ أصابتْنا خُطــوبٌ***طَمرْنا حُزْنها خلْفَ الصّـــــــدورِ

////

سأعْبرُ تاركاً أثرَ القلـــــمْ***وقدْ نثرَ المُـــــــــفيدَ من الحــــــــكمْ

نبَشْتُ به المصادرَ في اللّيالي***فأدْهَشَ أحْرُفي أهْلُ الــــــــــقدمْ

قرأْتُ لهمْ نُصوصاً من بيانٍ***يَعُجُّ بها التّــــفــــــــوّقُ في الكرمْ

فشدّ قريحتي سِحْرٌ مُبينٌ***عشِقْتُ بهِ الوصــــــــولَ إلى القِمـــمْ

وسِرْتُ إليه في خطْوي حثيثاً***وفي سفَري يُرافقني القلـــــــــمْ

////

أحبُّ ثقافتــي حبّاً كبيراً***وأطمــــــحُ أنْ أكونَ لها نصـــــــيرا

ُأفتّشُ في مسالكِها لَعلِّي***أُصادفُ نهضةً تُحْيي المـصــــــــيرا

يمرُّ بِجنْبِها الشاكي فيبْكي***عليها بعدما أضْحـــى أســـــــــيرا

فلوْ قَبِلَ الفداءَ فديْتُ قوْمي***وعُدْتُ لهمْ فصيـحاً مســــــــتنيرا

لِيحْزِنْ من أرادَ فلسْتُ شاكٍ***ولوْ أضْحى النّهوضُ بنا عسيرا

////

رأيتُ العلمَ في الإنسانِ نورا***يُبيّن في الحــــــياة لهُ الأُمورا

تزيدُ به العقولُ نُهىً وهَدْياً***فتُبدِعُ في الورى عملاً شـــكورا

وتنشئ في الجبال لها بروجا***ومن أبنائها تلد الصّـــــــقورا

لقدْ قال الزّمانُ لنا بصدقٍ***وقولُ الصّدقِ يخْترقُ الصّــدورا

بأنّ العلم كدٌّ واجْتــــهادٌ***وفحلُ النّاسِ مَنْ صَنَعَ العُبورَ

محمد الدبلي الفاطمي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق