"من مذكرات أستاذ جامعي"
"حياة لا تستحق كل هذه الصراعات"
من يشاهد ما تفعله الأيام بالأحياء ، وما يحدث للبشر من غضب الطبيعة ، وزلزال تستحق البيوت سحقاً بالليل والناس نيام ، يدرك أن هذه الحياة لا تستحق كل هذه الصراعات ، وأن يقوم الإنسان ساكن هذا الحياة ، بقتل سكان هذه الحياة ، وتشريد الآمنين فيها ، وتخريب البلاد وقتل العباد ، وزيادة المأسي التي تضرب الأرض ، فلا حاجة من تدخل الإنسان لتدمير حياة نهايتها الدمار ، قابلت في إحدى البلاد رجل كبير السن إقترب من المائة عام ، قال لي بعد حوار طويل هذه المقولة " والله لا تسوى" ، سألته من هي التي لا تساوي عندك ، قال لي هذه الحياة فبعد كل عمري هذا وجدتها لا تساوي كل العناء فيها ، من جري وراء أوهام ، ومن تنازلات للأخرين ، ومن صراع لإدراك ما هو مقدر ، ومن ترك الأهم لتحقيق المهم ، ومن قطع الذي لابد أن يوصل ، ومن وصل ما لا خير فيه ، أدركت بعد هذا العمر أن جميعنا حساباته خاطئة ، علماً بأن كل ملل الدين الواحد أنزلها الله الواحد لتصحح لنا الحسابات ولم نستجيب لها بالشكل المفروض ، ولا أعرف متى سوف ندرك هذه الحقيقة ، ومتى سنصدق أن اللسان هو ثعبان ، وهل يكُب الناس على وجوهم في النار إلا حصائد ألسنتهم ، كلمات تخرج بلا حساب ولا إدراك بأن هذه الحياة زائل في لحظة ، صراعات في البيوت بين أزواج وزوجات وأبناء ، لا تتحمل هذه الحياة تلك الصرات ، يجب أن نفكر حتى تعمر البيوت بالمودة والرحمة ، ومن شاهد زلزال الصباح ماذا فعل في جنوب تركيا وفي سوريا ، وسمع الصرخات ، سوف يدرك فوراً ، أننا نعيش حياة لا تستحق كل هذه الصراعات ، وفي النهاية حساب وعذاب ونار ، ومن عمل عقله في هذه الدنيا فنهايته جنة ونعيم وفضل من الله عظيم ، ثم في هذه الدنيا لا يبقى لنا مما نحن فيه من الضلال إلا العودة إلى الله ، بقلب سليم ، وترك الخلق للخالق وينظر كل منا إلى نفسه ليصلح ما فيها من إعوجاج ، ويترك الأخرين لرب حكيم عليم بنوايا العباد.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق