نودع سنة ونستقبل أخرى.
بين سنة ترحل و أخرى قادمة
دموع ساخنة أو فرحة عارمة
كم من عثرات قلبت مواجع
تسللت لحياتنا بلا أدنى مقدمة
سنة فقدنا فيها كم من عزيز
كانت قبضة الدهر فيها حاسمة
ودعنا معهم أنسٱ ثم وصلٱ
و نورٱ تركنا في عزلة مظلمة
كم يصبح حضن الحياة موحشٱ
تذبل كل زهور مروجه الناعمة
بين سنة ترحل و أخرى قادمة
أكباد تحترق أو أفواه باسمة
بشر إبتسم لهم الحظ صاغرٱ
آخرون ترك بهم جروحٱ مؤلمة
محن غيرت مجرى دفق الحياة
بركٱ ٱسنة سيل بمياه عادمة
كم من أيام ضحلة باهتة مرت
بلا أنفاس منها النفوس متبرمة
جافة أوراق خريف تساقطت
على رصيف الحياة بلا أي قيمة
بلا لون خضرة نيئة بلا نضج
عاقر في غياهب النسيان هائمة
وأيام عجلى نسيم صيف عابر
سمر عشاق بأيكة متلاحمة
وليال قسا فيها القدر بلا رحمة
أدمعت عيون الورى عنها نادمة
كان المسير فيها بمشقة مرهقٱ
أثقل الكاهل و الأقدام متورمة
وأيام بنكهة بن من بقايا غسق
نغم سمفوني لأمواج متلاطمة
لها لحظات متعة مع مولد فجر
و وداع أصيل عيونه حالمة
وكم من ليال سهد و حلم بغد
أرق بجحافل هواجس متراكمة
حلم وردي سقط من باطن اليد
لم تثمر أغراسه في غفوة نائمة
و ليال من حنين بالحشا دفين
له جوانح الروح تحلق حائمة
بين سندان أمس بلوعة و همس
ومطرقة حاضر بشدة متحكمة
إنه طيف الماضي حاضر ينادي
ظلال أيام طي دهر منصرمة
وتستمر الحياة في إنتظار الآتي
شمعة و نور إنسيابية منسجمة
فتيل يتناقص أحلام تتراقص
فراشات مع ضوئه متناغمة
الشمعة تذوب والنور رداء وثوب
إن العمر هدية من الرحمن قيمة
هي الحياة نفحة أزلية بالذات
لسواحل السعادة تراها متاخمة
قد تخطئ المرفأ و يذيل سفرها
فرجة ملهاة أو شبح مأساة آثمة
أجمل ما فيها أن نطمئن ونعلن
التحدي لنوائب الدهر المهاجمة
بين سنة تمضي و سنة قادمة
نمخر عباب الحياة بثغور باسمة
نحيا الحياة بكامل عفويتها
بنبض الرضا بلا نفس لائمة
نتفيئ بظلالها نعمم بتوابلها
نجعل من ملحها حفلٱ و وليمة
هي نفس السنوات تتوالى تباعا
و كم من سنة طويناها بالقائمة .
بقلم: السفير الدكتور عبد العزيز أبو رضى بلبصيلي..
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق