**سمــا ينــاجي الغمــام**
---------------------------
اتداول حكاية جذلى كما اهوى
كجدار بنافذته يمنحني الضياء
استدل على صوت الشارع
وصوت لم يعد بحجم الموت
لسنا احياء، نبكي ونحن مبتسمين
لا نبحث طويلا، نخشى المغامرة
نحن قياس المخاوف
نعرف سطوة الصراخ المأفون
لا نستسلم لِأخطاء اجتماعية، ولا اصوات الغربان
نقبض جمرا في قلوبنا، يلتهمنا الصراخ
ما زلنا في مرعى الخراب
دائما لدموعنا اعذار
ننهي الحكايات، قرانا ركام، اثقل الكواهل
نروم.. شقوق الارض لننهي الوجع
نسري ونعود لان ايامنا هكذا، اوجاع فقط لا غير
لو احصينا اوجاع القرية ووضعناها
لصارت عبرة لمن اعتبر
لا نخطأ بالعد، نتدثر وقت الهدوء والسلام
قلقنا عتيق معتق.. لا خوف، ادون اوجاعي
كلما سقطت الاوراق الصفراء، ابكي اخضرارها
حاورها الخريف مسبقا بشجن
اهتزّت مسامع النهار، صدا يردده الربيع
لا يمحي الاثر من ذاكرة البهجة
علامة ومآرب اخرى بين الشجر
الخريف والربيع، يهدم والاخر يبني
الربيع للعاشقين دروب، يترحم للحبّ
الحاقا بوجعي
ثمة غيوم، يمحقها الصيف، تتمايل عبثا
تمطر على الازقة، المارين
الصيف قسطا من موسم الوجع
وجع الطين واضطراب الماء
نمهد لأوجاع العشق، ودروب الاولين والاخرين
نعلم الطيور الطيران، حتى تهاجر الخوف
على الابواب الشتاء والبرد، دعنا نؤثث كوخنا
بموقد حجري واعواد القصب
تلهي قلوبنا، نبحث في سحلانا الصدأة
حتى تنفر الاحلام على رؤوسنا
ما يشغلنا الهزائم والخيبات، بديلا عن الغربة
غربة التصقت بالسنين، صراع غير مألوف
يصاحبنا حتى ساعة متأخرة من الغربة
سؤال يحيرنا: كيف تحملنا العناء ونحن في الارحام؟
ام الارحام عانت بنا؟
عرف أن البحر حين تشتد الرياح، عصارته زبد يختفي
نراه نرافقه بكل براءة
ليالينا كثيرة مجنونة
نستل من ارواحنا اللهفة
تاريخنا مغتصب، ما عاد ننظر للوراء
وما يتمخض من اضطراب
سنواتنا فاجعة، نتداولها بالليالي السوداء
كأوجاع نريد نسيانها، نحن هكذا
بؤس وبؤساء نفايات التاريخ
لن نخلد كل ايامنا عزاء وسواد
سما يناجي الغمام مسّت بعضها، التهبت مزناً
مراقب للأفق ظلّ مراقبا
شيّع منه مركبا ، وقام يلقي قافلة
بشّر بالقرى وباهله، اهل السراة
الغُيّب، خط بالبيد على لوح السراب
اشارة الترحيب، كالبارق، لم يلق ظلا يرقد
راعيناه كما راع السراة شهابا
سعيد للناس كأب من مكانه يستشرق
ينقب في الظلام يرمي طرفا ،حائرا متذبذبا
عيناه في الدجى مبصرة ،كله والقلب النابض
كالسراج اضاء وانطفأ ،كاللمحة في الخاطر
هبّت وزاغت رجوعا ،دليل البوادي
رجل مهذب ،يهوى الحياة في السهل والطيب
الناس كلهم اخوته ،لم يكن آدم اب لاحد
جادلهم لا يتعب ،كم من تائه قاده
لحسن الطريق والسلام
لم ينل منهم شيئا ولا حتى منحة
ان سمع صرخة طار اليها طربا
**********
المفرجي الحسيني
سما يناجي الغمام
العراق/بغداد
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق