حوار العصا
لوت الايام كفي وكفك على العصا
وما زلت تجهل واجهل..
كيف شققنا العصا ؟
رفعناها فلم ينفلق البحر والبر
ولم تتفجر العيون الإثنا عشر
حتى البحر ناديت فما استجاب
إلا امواجا تحييني انتحارا
وعيون ذاكرة عمياء تناثرت زبدا
لتنسج قصيدة الجرح فوق جسدي العاري
بارتعاشة الموت والميلاد وبدون عكاز
سائلت نفسي:
من أنت.؟.
و من اين اتيت..؟
فما كان لي غير الصدى إجابة
وجبين فراغ أقبل
و زمن الماضي بين سطور البيان
ليخبرني عن شيء عني وعن نسبي
فتبين لي منه فخر الأعشى
بالعصا على سائر العرب
فبت انادي ابا عثمان..!
لاني ما عدت افهم الأشياء
كيف للغصن الجاف ان ينقش النسب؟
وكيف للقنا والقسي ان تصنع
الفخر و اللفظ في الخطب؟
تخلق الخطيب المُصْقِعْ
و الشاعر المُفْلِقْ
وان تكون وراء الكلم والحكم؟
ظننت أن الاشجار تنجب الحياة
مقبضها وحي السلم و السلام
المعدن الشريف
وهي من سنن الانبياء
اتوكا وتتوكأ عليها
أهش وتهش بها على الغنم و الشياطين
وادبب وتدبب عليها لتؤمنني وتأمنك العثر
تحميني من السقوط و الانكسار
حين ارقص فوق حبال الكلمات
وحين تقشعر أرضي وتَغْبَر
وتثور في نواحيها الأعاصير
فما بالي ما عدت ارى اليوم ابا عثمان
إلا عبيد العصا
وأصحاب الصولجان دونما الخطباء
وخشبا من السدر في الأيدي به نتَظلَّمُ
وبلاغة الغزل واللهو
ولسان بكيٌٍ وعَيِّ الحكاية و البيان
وملامح ابتسامة تظهر وتندثر
حتى تاهت بين الدروب
وقمر يوشوش حكايا العشق و الغزلْ
واحلاما بنكهة الاشتهاء وقت السَّحَرْ
فبالله عليك ابا عثمان
هل ما لدينا عزا نلوذ به
إلا عصا بنكهة العقم
وعويل العروس في الخذر
ونسيج عري اهترا قبل الصبح..؟
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق