الخميس، 28 أبريل 2022

سألوني...بقلم الشاعر إدريس العمراني

 سألوني 

قالوا ما لك تحب الانطواء و الانعزال

بين أرصفة  الوحدة نراك تختال 

قلت هروبا من  سخافة القيل و القال

كرهت العيش و سط السؤال

أحرر نفسي من قيود  المحال

  ليس من طبعي الاحتيال

سقاني الدهر ما يكفي من الأثقال

أفتش عن اسمي و دليل عروبتي

أفتش عن ظل غاب بين الظلال

أبحث عن أبجدية  الأخلاق

تاهت وسط زحمة الانحلال

أبحث إسم الأخ و العم و الخال

أبحث عن الإنتماء و حب الوصال

أبحث عن الشرف صار اسما 

جرفته سيول  الاباحية و المال

أبحث عن القرابة جمدتها الغربة

غطاها الهجر و تمزقت  الحبال

أبحث عن كلمة صدق

طغت عليها الإباحية و الانحلال 

صارت وهما في سوق الجدال 

أبحث عن الحب صار أقوال

يتداوله لصوص الكلمة و الخيال

و ألبسوه من الأقنعة كل الأشكال

قالوا

 لكل وقت  جيله وأهله و ناسه

اتهموني بالبحث عن المحال

عن مدينة فاضلة في الزحام

لا وجود لها الا في الكتب و الأمثال

و رفوف الوهم  و أساطيرالخيال

قلت

هكذا ترونها أنتم مستعصية المنال

لكن  بين الممكن و المحال  أقفال

حديدها يذوب  قهرا في يد الرجال

 أضعنا المفتاح و بقيت الأقفال

ذاع صيت اليأس و تبددت الآمال

 أخطأنا حين اتهمنا  الزمان

حملناه العيب و كل العيب فينا

نسينا اننا السبب في الداء العضال

انتحرت بداخلنا بذور الانتماء

و تسترنا وراء الأقنعة الجوفاء

و في الأسواق البخسة و الرخيصة

 غاب الصدق و  غاب معه  الوفاء

مراكب العلا لا تقاس بالأقوال

و سماء المجد لا  تدرك. بالإتكال

و الشرف الحقيقي لا يباع بالأموال

و ما يبنى فوق أرض الرمال

لا شك أن مصيره و مآله الزوال

ادريس العمراني

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق