سألوني
قالوا ما لك تحب الانطواء و الانعزال
بين أرصفة الوحدة نراك تختال
قلت هروبا من سخافة القيل و القال
كرهت العيش و سط السؤال
أحرر نفسي من قيود المحال
ليس من طبعي الاحتيال
سقاني الدهر ما يكفي من الأثقال
أفتش عن اسمي و دليل عروبتي
أفتش عن ظل غاب بين الظلال
أبحث عن أبجدية الأخلاق
تاهت وسط زحمة الانحلال
أبحث إسم الأخ و العم و الخال
أبحث عن الإنتماء و حب الوصال
أبحث عن الشرف صار اسما
جرفته سيول الاباحية و المال
أبحث عن القرابة جمدتها الغربة
غطاها الهجر و تمزقت الحبال
أبحث عن كلمة صدق
طغت عليها الإباحية و الانحلال
صارت وهما في سوق الجدال
أبحث عن الحب صار أقوال
يتداوله لصوص الكلمة و الخيال
و ألبسوه من الأقنعة كل الأشكال
قالوا
لكل وقت جيله وأهله و ناسه
اتهموني بالبحث عن المحال
عن مدينة فاضلة في الزحام
لا وجود لها الا في الكتب و الأمثال
و رفوف الوهم و أساطيرالخيال
قلت
هكذا ترونها أنتم مستعصية المنال
لكن بين الممكن و المحال أقفال
حديدها يذوب قهرا في يد الرجال
أضعنا المفتاح و بقيت الأقفال
ذاع صيت اليأس و تبددت الآمال
أخطأنا حين اتهمنا الزمان
حملناه العيب و كل العيب فينا
نسينا اننا السبب في الداء العضال
انتحرت بداخلنا بذور الانتماء
و تسترنا وراء الأقنعة الجوفاء
و في الأسواق البخسة و الرخيصة
غاب الصدق و غاب معه الوفاء
مراكب العلا لا تقاس بالأقوال
و سماء المجد لا تدرك. بالإتكال
و الشرف الحقيقي لا يباع بالأموال
و ما يبنى فوق أرض الرمال
لا شك أن مصيره و مآله الزوال
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق