ـــ([ موت قلــوب الأوفيـــاء ])ـــ
عشقهــا مِن أول نظرة ،
سحرته بجمالها الملائكى على استحيـــاء ..
كـاد يرفـرف قلبـه مِن حبهـا
و كأنـه طائـر جميـل يجـوب السمــاء ..
شعرت بـ صِدق حبـه بـ غـــلاء ..
تعلقــت بـ تلابيــب العشـــق
العـذرى بـلا استثنـــاء ..
فـ كان لهـا فارس الأحـلام الذى تمنّت
أن تراه فى واقعهـا و أمام عينيهـا البــراء ..
حيـث وجـدت فيه الطيبـة و الحنـان
و معانى الرجولة من إخلاص و وفــاء ..
كان عـونـاً لهــا و سنــد
و إعتبـرهــا المتنفــس لـه مِن الهــواء ..
فـ اجتمــع على المحبّــة قلبيهمــا
و الأرواح ذابت فى نمــاء ..
و كـان عهدهمــا على ألا يفتـرقـــا
فى الحيـــاة و المــوت على الســـواء ..
حتى تعـرضــت الفتــاة لـ حــادث
نُقِلــت على آثارهــا المستشفـى
فـ يـالهــا مِـن أقــدار تشـــــــــــاء ..
فـ علِــم بمــا جــرى و ســارع إليهــا بـ الذهــاب
و قلبــه عليهــا يعتصــر حـزنــاً و بكــاء ..
و تتخطفــه الخطــى فـ يهــرب من جسمــه الدمــاء ..
و مـــرت الأيـــام و تماثلــت الفتــاة للشفـــاء ..
فـ ذهـب الشــاب لـ والدهــا
يـريـــد خِطبتهـــا
فمــا كـان مِن والدهــا سوى أن طلب الأجـل
حتـــى دراستهــا تقـرب على الإنتهـــاء ..
الأمر الذى جعـل التفاؤل يدخـل قلــب الشــاب
على الفــور أخــذ مَـأّخــذ الجـِــد
و ذهــب لـ ترتيــب الإجــراء ..
و مـرت الأيــام
و يا لهــا مِن صاعِقـــة
حيث فــوجئ مِن والدهــا بـ الجفــــــــاء ..
أخــذ الشــاب يتوســل إليــه و يزيــد فى الرجــاء ..
كــى يوافــق والدهــا فهـى أصبحــت بـ النسبــة له
كــل الحيـــاة كـ المـــاء و الهـــواء ..
فـ هــى لـه رمــز العفّــة و الطهــارة و النقـــاء ..
و يـــا ذُل الفقــــــــــــراء ..
و يـــا لهــا مِن كِبـــر الأغنيـــاء ..
حيــن يتشـــدد بـ النفـــوذ و الكبـريـــاء ..
و يــا لطمــة الأقــدار
فـ قــد قــرر والدهــا تزويجهــا بـ رجــل مِن الغـربـــاء ..
و بَعُـــدت عنـــه ، و بعــد عنهــا و مــا عــاد بينهــم لقـــاء ..
و أصبــح الإثنـــان يعيشـــا عيشـــة التعســـاء ..
بعـدمــا كــان الحــب ينبــض بينهــم فى ألفــة
و فى كل دقــة قلــب يُسمــع صــداهــا شــدو غنــاء ..
الآن الحيــــاة أصبحــت مظلمــة
ظالمـــة يمــوت فيهــا قلــوب الأوفيـــاء ..
بقلم .. د. محمد مدحت عبد الرؤف
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق