"ليلة أخرى ماطرة." .. ليلة اخرى ماطرة.. وانا ابحث عن نفسي.. في شوارع هذه المدينة المزدحمة. ليل نهار.. الضجيج يقتلني.. كما الذكريات.. اغلق ابواب غرفتي الوحيدة.. اوقد مدفأتي الصغيرة.. أشرب الشاي. اشعل سيجارتي الثالثة.. أنفث دخانها.. اراقب تلافيف سحب الدخان.. احاول ان ارسم شيئا.. ان اكتب قصيدة.. تخونني القافية.. تبتعد الكلمات... ترتجف اصابعي..
ليلة اخرى أكثر مطرا.. . وأنا مازلت.. ابحث عنك.. وعن نفسي.. أمشي تحت المطر.. بدون مظلة.. لايهمني ذلك.. قلبي جمرة نار.. تتوقّد أكثر في البرد.. تتوهّج أكثر تحت حبّات المطر.. وهبّات الريح..
وأراك.. أنت ملهمتي.. واقفة بين الزنابق.. مدينتي.. كيف انت الأن.. كيف حال حارتنا.. وبيّارات البرتقال.. والليمون.. كيف حال الجيران.. والسمّان المتسامح "خليل"…؟. اتلمّس وجهك على واجهات المحال الكبرى.. في أضواء المدينة.. بين حبّات المطر..
تعبتُ.. تَعِبتْ..قدماي.. أفتح باب غرفتي.. استغرق في النوم.. ومن جديد.. يوقظني.. همسك الحنون..ودعاء من القلب.. بالحفظ والستر والتوفيق.. فمدينتي أمّ من هاجر.. وامّ من بقيَ من الشباب.. شامخة.. دمت.. ايتها الأم الرؤوم.
بقلمي .
معاد حاج قاسم.سورية.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق