الاثنين، 17 يناير 2022

الأرانب و الذئاب ...بقلم الشاعر غسان دلل

 كتبت قبل عدة سنوات بعد إحتلال أمريكا للعراق وتوقعاتي لما بعدها من أحداث على المستوى الدولي ..نشرتها على صفحتي القديمة المغلقة (المصادرة) وأعيد نشرها لأن الأوضاع مرشحة للانفجار..فما توقعته آخذ في التبلور هذه الأيام.. متمنيا ألا يكتمل ما توقعته لما في ذلك من دمار شامل..


الأرانب والذئاب..


تدق أيام الزمان على أصحابها..


فمنهم من يصحوا..


ومنهم من زال في سباته يغفوا..


................


تدق الذئاب رقاب العباد..


فمنهم من يستغيث..


ومنهم من في خوفهم تخشبوا..


والذئاب لا زالت تدور حولهم..


تذمرا وتعوي..وتدعي..


فالأرانب تحاصرها..


وعن بعد تهددها..


كما النجوم تهدد الظلمة..


وتريد بدل العشب..


 قضم اللحم..


وعليهم أن يتراجعوا..


يسلموا وطنهم وأهلهم ويستسلموا..


فتقف الأرانب بشجاعة..


ويرفضوا..


ليعلو عواء الذئاب .. ويعلو..


ويتردد بين الأحياء ومن في اللحد..


وتقفز إلى أرض الأرانب..غازية..


عبر الفضاء..


عبر البر..


وعبر البحر..


تسلخ جلدها..


تعلق مشانقها..


وتشنقها..


تحت الأضواء والبصر..


دون وجل..


دون خجل..


بشراسة دون حد..


وبأساليب غاية في المكر ..وفي العهر..


فيفنى الكثيرين..


والآخرين دون حياء..


 يتفرجون على مشاهد الذبح ويتسلوا..


فأدوات الدمار مدهشة..


مثيرة للذعر حينا..


مثيرة للشفقة حينا..


وحينا مثيرة للسخرية..


 والمتفرجون بدورهم..


يحتسون الجعة ..


يقزقزون اللب..والفستق..


يشربون القهوة..


ويحولون عواء الذئاب أغاني..


وأغان يرددوا..


والأصغر من الذئاب..


يراقب المذبحة ويترقبوا..


..........................


تدق أيام الزمان على أصحابها..


فمنهم من مخدرا يصحوا..


ومنهم ما زال في سباته يغفوا..


ودائرة الزمان تدور..


فاليوم ضحية للآلهة هذا الأرنب يذبح..


وغداً ذاك الأرنب في دائرة الذبح يدور..


والذئاب الكبرى في جشعها ..


بلحم الأرانب لا تكتفي..


 وإنما


 محاصرة الذئاب الأصغر تروم..


وللحمها تبتغي..


..................


هي الدنيا في تخلفها..


في جهلها..


قاتل أو مقتول..


سيد أو مسود..


فالجميع لأسنانهم تسلحوا..


وعلى فنون القتال تدربوا..


هي الدنيا في جشعها..


ذئاب تقتل وتقتل..


وذئاب تقتتل..


فالويل..


الويل غداً..


من اقتتالهم..


من معاركهم..


ومن حروبهم..


فيا للهول ..


لن يبق بعدها ..


 عشب للتراب..


ولا مكان للأرانب والذئاب..


ولا لوديع الحمل..


........


تدق أيام الزمان على أصحابها..


فمنهم..


من يصم أذنيه..


منهم من يغلق عينيه..


ومن تبقى منهم..


خائف.. غافل.. مخدر..


يصحوا ويغفوا..


والجمع..الجمع..


وإن دق الموت بابهم..


من سباتهم لن يصحوا..


غسان دلل

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق