- رحلة في العتمة -
1- الذهاب...
سمعت الريح
تئن بلا انقطاع
تارة
كذئب جائع في الظلام
وتارة
كرضيع جف ضرع أمه
ريح تحمل بعضا مني
وتتوارى كفراشة مذعورة
وراء سماء بلا أفق
رأيت الشمس وهاجة
تغمز تارة
وتلمز أخرى
بطرف عين عوراء
تذرف دمعا
يبلل قلبا شبه يابس
تنبعث منه ملوحة
عشق بلا ضفاف
رأيت القمر
يحبو ثملا
وقد تخلى عن العاشقين
في ثنايا عتمة الليل
وهو بالكاد ينير نفسه
من خلف ستار السواد
رأيت النجوم صرعى كالشواد
على قارعة الغسق
بعد ان خذلها الشفق
وتركها ديدانا عارية
إلا من قميص النوم
2-الإياب...
لملمت شظايا النجوم
كحبات ياقوت
انفرط عقدها
في صقيع السديم
فتطايرت أشلاءها
لتلامس عنان السماء الأملس
حيث ينكسر السكون
رأيت الجبال حبلى
ترقص ثملة بلهاء
كمومس مدللة شمطاء
في صخب ملهى
رأيت الانهار
بغنج تتلوى
عارضة مفاتنها
وهي في أوج نحافتها
تخترق يائسة
صفوف ضفاف يابسة
تحت تصفيقات صخور صلدة
أرهقها العطش
رأيت أوراق الشجر
وقد أرهقها النظر
إلى غصونها العجاف
بعد انقطاع المطر
رأيت النمل يعود خاوي الوفاض
والصرار اخرسه الإنقراض
كلهم استسلموا على مضض
لسن يأس الطبيعة.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق