نِيرانُ الشّوقِ
************
جَاءَ وَبَعْدَ طُولِ الْفِرَاقِ ؛ لِيَخْلَعَ رِدَاءَ الْغِيَابِ ؛ عَلّهُ يُطْفِيء نَارَ الِأشْوَاقِ!!!
أيَظُنُّ أَنِّي مَازَلْتُ فِي مَحَطَّاتِ الِانْتِظَارِ؟!!
وَأنّي لَازَلْتُ أخْتَلَسَ النَّظَرَ عِنْدَ النَّافِذَاتِ،
وَاسْتَرقَ السَّمْعَ عن أَخْبَارِهِ ؛ لِتهْدَأ
حَنَايَا الرُّوحِ الْمُوجِعِة،
وَأرَقِبُ كِتَابَاتِهِ عَلِّي ألْمُحُ طَيْفِي بَيْنَ سُطُورِهَا ،تَقَعُ فِي أعْيْنِيْ أشْيَاءَ الْمَاضِي اليتيمِ ،
حِينَ تَرَكَ الْحُزْنُ جرحا عَمِيقا لَا يَزُولُ مَهْمَا مَرَتْ بِهِ الَأيَامُ ، أحَاوِلْ أنْ أمْسَحْ غُبَارَ خِذْلَانِكَ لِتُعِيدَ بَرِيقَ صُوَرٍ
تَحْمِلُ مَعَهَا الذِّكْرَيَاتِ ؛
عَلِّي أجْتَازُ بِهَا نَحْو بِرِّ الَأمَانِ،
حَتَّى أبْدأ بِتَصَفُّحٍ بِتَمَعُّنٍ وَحُنَيْنٍ وَهُدُوءٍ تَامّ!!!
لَا أسْتَطِيعُ
كَأَنَّ صَوْتَ ضَحِكَتِكَ عَالِقٌ فِي ذِهْنِي ،
وَأنْفَاسِكَ مَابَيْنِ نَبْضِي وَظَنِّي تَتَجَدَّدُ ،
لَيْتَكَ تُدْرِكُ مَا أعَانِي فَقَدِ أصْبَحْتَ سَبَبَ آهَاتِي وَحِرْمَانِي!!!
لَا أسْتَطِيعُ أن أسْمَع إلَا نَبَضَاتِ قَلْبِي الْمُتَسَارِعِة تِلْقَائِيًّا حِينَ
تَلْمَحُ صُورَتُكَ مِنْ بَيْنِ خَوَاطِرِي ،
يَشُدْنِي الْحَنِينُ إلْيهِ بَيْنَ ألْمِ الْحُزْنِ تَارَةً ،
وَفَرْحَة وَابَتسَامَة تَارَةً أخْرى ،
بَسْمَة مَمْزُوجِة بِالَأنيْنِ ،
أسْكُبْ دَمْعَةَ الْحُزْنِ وَألْمُ الْفِرَاقُ
لَيْتُهَا تُطْفَىء مَشَاعِرَ قَلْبِي الْمُحْتَرِقِة
بنِيرَانِ الِاشْتِيَاقِ ،
ثُمَّ هُنَا أعِيدَ الذِّكْرَيَاتِ عَلَى رُفُوفِ الَأيَامِ
وَأهْمِسْ بِصَوْتٍ مُنْخَفٍضٍ
سَلَامُ اللَّهِ عَلَى سَاكِنِيهِ
كَانُوا أغْرَابًا ، لَكِنْ تَجَوَّلُوا فِي مَشَاعِرِنَا
خِلَالَ جُدْرَانِ الِأحَاسِيسِ
نَمْضِي وَيَمْضُونَ وَلَا تَبْقَى سَوَى
كَلِمَاتٌ نُقِشَتْ عَلَى جِدَارِ الْقَلْبِ ،
كَلِمَات إنْ بَقِيَتْ بِدَاخِلِي تَقْتُلُنِي ،
وَإنْ خَرَجَتْ فَأنا بِهَا مَقْتُولٌ ، لَا صَمْتَ يُرِيحُنِي ، وَلَابُوحَ يَنْقُذُنِي ،
وَأبْقَى فِي الْحَيَاةِ بَيْنَ إدِّرَاكٍ بِلَا وَعْيٍ ، كَأَنِّي أخْوضْ صِرَاعَ مَعَ الْبَقَاءِ، فِي مُحَاوَلَةِ عَدَمِ نَفَاذِ طَاقَتِيْ أَوْ الْهَزِيمَةِ،
وَيَمْضِي الْعُمُرُ وَلَا أدْرِكْ انِّي أعيشُ ،
أو كُنْتُ عَلَى قَيْدِهَا مُجَرَّد جَسَدًا بلا رُوح ،ميتُ حيٌّ، وحيٌّ ميتٌ....
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق