(حفل الزفاف)....ج١ _ ج٢ _ج٣
الجزء الأول
الأميرة " لغة" أميرة عربية...الأبنة الوحيدة لأبيها الملك...تقضي يومها باللعب في حديقة القصر....تجري بين الأشجار ...شابة في سن الطفوله... يخشى الملك عليها من أعدائه...لم تخرج يوما من باب القصر...
إختار لها الملك غلاما من بين الخدم...أسمه " بليغ"...
تم تكلفيه بحراستها وقضاء حاجتها واصطحابها أينما ذهبت...
مازالت تجري في الحديقة هناوهناك....بليغ يراقبها ....تختبئ منه بين الأشجار ...حتي إذا أعياه البحث عنها ...ولا يجدها...
ينادي بصوت خافت يا أميرة العرب إظهري ....في ظهورك نجاتي...وفي إختفائك موتي...
مازالت مختبئه خلف الشجرة...تسمع كلماته فتضحك...
كانت تحب الأميرة مراوغته... تظهر أمامه فجأة ...ثم تعيد الكرة ...
كانت هكذا طوال اليوم هي وبليغ...حتي ينقضي النهار ...
ثم تدخل غرفتها الملكية....ويذهب بليغ إلي غرفته لينام بجوار باقي الخدم ...
أقام الملك حفل كبير إستقبل فيه أمير بلاد الترك ....
رأي ذلك الأمير الأميرة لغة...نالت إعجابه ...
من جمالها كاد يفقد ثوابه...إختلي أمير بلاد الترك بأبيها الملك وطلبها منه للزواج...
رحب الملك بطلبه....ورأي في ذلك تحالف عربي تركي بالزواج والمصاهرة...
عاد أمير بلاد الترك لبلاده ليرتب أمور الزواج ...
زف الملك الخبر إلي إبنته تعتليه الفرحة والسرور...
صرخت الأميرة : لا ياأبتي لن أتزوج إلا من عربي...
أنا عربية أصيلة أبا عن جد...ياأبتي أخبر ذاك الأمير أن طلبه مرفوض!!!
صُعق الملك مما سمع ...لطمها علي وجهها...قائلا : أعدي نفسك للزواج من أمير بلاد الترك...إنكِ ما زلتي صغيرة لا تفقهين شيئا...
وقد حُسم الامر وانتهي النقاش ...
غادر الملك غرفة إبنته...أغلقت علي نفسها الباب تبكي بحرقه...قررت الهروب من القصر...لملمت أغراضها ...في حقيبة صغيرة...
تسللت حتي وقفت علي رأس بليغ...وهو يغط في نوم عميق...
إقتربت منه ...همست في أذنه....ياحارسي الأمين إستيقظ الآن...
فتح بليغ عينيه ...رأي الأميرة أمامه ...ظن أنه يحلم بها...
قال ما الأمر مولاتي ؟!
.لن ألعب معكِ الآن أريد النوم !!
أغلق بليغ عينيه....عاد للنوم
اقتربت منه أخري همست في أذنه...ياحارسي الأمين إستيقظ سنهرب الآن...
فتح بليغ عينيه...رأي دموعها تتقاطر...أيقن أنه لا يحلم بها...
نهض مفزوعا...
قالت صه...لا تتكلم ...إتبعني ..
(حفل الزفاف ). الجزء الثاني
" وقفا معا بجانب سور القصر"
مولاتي ما الأمر!!
يافتاي هل ترضي للأميرة " لغة" أن تتزوج بأعجمي...
بليغ : لا
لغة : إذن هيا بنا نغادر القصر ...لا مكان لي هنا بعد اليوم...
" نظر بليغ إلي عينيها قائلا : مولاتي كلفني الملك بحراستك وحمايتك أينما ذهبتي...داخل القصر وخارجه...
" إعتليا السور ، قفزا معا ، ما زالا يجريان حتي إبتعدا عن القصر"
في الصباح...أخبروا الملك أن بليغ خطف الأميرة ...جن جنون الملك...صاح في فرسانه...لتأتوا لي ببليغ حيا لأذيقنه العذاب أضعافا...وآتوني بالأميرة لا يمسها سوء...هيا ٱنطلقوا بخيولكم جميعا...
" إنتشر الخبر،عاد أمير الترك من فوره، يتقصي الحقيقة ،دخل القصر "
قال : أيها الملك ما الأمر؟
الملك : أيها الأمير خرجت إبنتي في رحلة صيد هي وفتاها ويبدوا أنهما ضلا الطريق...أرسلت فرساني للبحث عنهما...إطمئن...سيقام حفل الزفاف الليلة !
نادى الملك في حاشيته : أعدوا حفلا لم تشهده المملكة من قبل...وأدعوا شعب المملكة...فزفاف الأميرة الليلة...
بليغ : مولاتي قد أنهكنا المسير...وإنا لمدركون...البحر أمامنا والجند من خلفنا يقتربون!
الأميرة : بليغ أنظر هناك ...إنها دار يبدو أنها مهجورة...لنختبئ فيها
" إقتربا من الدار ، طرق بليغ الباب فلا مجيب، دخلا معا "
بليغ : مولاتي أنظري ...ياللعجب !! ...إنها صحائف وأوراق تملأ الدار...
" أخذ بليغ والأميرة يتصفحون أوراق البردي ...فإذا بها كلها مسطرة بالأشعار"
فإذا برجلين يدخلا الدار ...تعلوهم هيبة ووقار...
قالوا : من أنتم ولما إقتحمتم دارنا ؟!
الأميرة : أنا " لغة " أميرة عربية ....وهذا فتاي " بليغ"...جئنا نطلب حمايتكم!!
تعجب الرجلان ...أخذا ينظران لبعضهما ...تعتليهم الدهشه...أحقا أنتي الأميرة لغة !!!
أيتها الأميرة أنا عنترة العبسي وهذا صديقي قيس...نحن في رحلة بحث عنكِ ...وها أنتي بين أيدينا الآن...عبرنا بحار وأنهار ...لم نيأس من البحث عنك في ممالك الارض من الشمال للجنوب ومن الشرق للغرب ...ها هي إرادة السماء تسوقنا إليكِ صدفة...
أيتها الأميرة ...أنظري حولك تلك الأشعار كتبت من أجلك...إبتغينا فيها رفعتك...فالمجد لكِ ...ستظلين حتي بعد فنائنا ...باقية خالدة...
أيتها الأميرة ...لا تخافي بطش جند ولا ظلم حاكم ...
كنا نبحث عنكِ لتشربي هذا الترياق ...هو ترياق الخلود...إشربيه الآن ولن تموتي أبدا...
" فلما همت الأميرة بشربه ،حاصر جنود الملك الدار ، إقتحموا شاهرين سيوفهم"
قاتل عنترة ببساله يؤازره قيس...
بليغ يحمي الأميرة ...
سقط عنترة بعد طعنات عديدة ، نظر حوله فإذا بصديقه قيس غارق في دمائه...
قال كبير الجند : لا تقتلوا بليغ ...لا تمسوا الأميرة بسوء...
"إقتربت الأميرة من عنترة ،عيناها دامعه "
قال عنتره وهو يلفظ أخر أنفاسه : أيتها الأميرة ...الموت من أجلك شهادة...المجد لكِ ....الخلود ترياقك
قيدوا بليغ...حملوه والأميرة علي خيولهم...عائدين للقصر
( حفل الزفاف).... الجزء الثالث والأخير
في طريقهم للعودة...
ظهر أمامهم فتي بلباس غريب يحمل في يده آلة صغيرة...
أشار بآلته إلي جنود الملك....فتحولوا وأحصنتهم إلي أحجار...
أشار إلي الأميرة وبليغ ليقتربا منه...
قال لا تخافوني ولا تفزعون...
الأميرة : من أنت ؟ وما تحمل بيدك؟ أيها الساحر لا تؤذيني وفتاي
أيتها الأميرة ...لست ساحرا...أنا مؤلف القصة....أنا من صنعتكم ...
أنا من أجريت الأحداث تبعا لإرادتي...
والذي أحمله بيدي هذا إنه هاتفي النقال...ولباسي هذا يسمي قميص وهذا بنطال....وتلك التي حول معصمي تسمي ساعة....أنا من عصر تدهورت فيه اللغة ...إنتهي فيه عصر الأميرات...
بليغ : أنت من تسبب لنا بكل ذلك؟
بلي ...أستطيع بضغة زر واحدة أن أعيدكم إلي الجزء الأول...فيه تلعبون وتمرحون أنت والأميرة يابليغ...
أستطيع بضغطة زر أن أعيدكم إلي الجزء الثاني ...وفيه أجعل عنتره وقيس ينتصرون علي جنود الملك ويحررونكم للأبد...
بضغة زر أستطيع أن أترككم لتذهبوا للجزء الثالث...والذي ستفقد فيه يابليغ حياتك من اجل الأميرة...
أمهلوني بعض الوقت لأغير مجري الأحداث لنعود جميعا سالمين...
الأميرة : ما أراك إلا كاذبا ساحرا...إتركنا نمضي وعد من حيث أتيت
أيتها الأميرة " لغة " جئت إليكِ لإنقاذك وبليغ...وإن كنتِ لا تصدقينني...فها هو هاتفي ...إن خرج من يدي فلا سلطان لي ...وستمضى الأحداث إلي نهايتها رغما عني...
ها هو هاتفي إن كنتِ لا تصدقينني فاحمليه بين يديكِ
" نظرت إليه الأميرة ، ترددت لحظات ،أخذت هاتفه "
في لمح البصر ...عادت الأحجار إلي فرسان ...علا صهيل الخيل...
قال كبير الجند : لا تقتلوا بليغ...لا تمسوا الأميرة بسوء...
أوثقوا قيد هذا الغريب معهم حتي نتقصي أمره...
دخل الجنود القصر....يحملون ثلاثتهم...
إكتمل حفل الزفاف ، الكل يشاهدون ، يترقبون
قال الملك : خذوا الأميرة لغرفتها لتستريح قليلا ، أراها منهكه من رحلة الصيد ، وأعدوها لزفافها من الأمير...
" نظر الملك إلي بليغ والغريب نظرة غضب"
قال : شدوا وثاقهم إلي أعمده القصر....وليشهد عذابهما كل من بالحفل....فقد أضلوا الأميرة في رحلتها فاستحقا العقاب...
صرخت الأميرة : يا أبتي إن الغريب هو من أنقذني ...وإن بليغ هو من أضلني
قال الملك : أيها الغريب أنت بمأمن من عذابي...أما بليغ فاستحق عذابا ثم الموت...
" إقتربت الاميرة من الغريب ، همست في أذنه"
قالت : أيها الساحر ها هو هاتفك ...لا وقت لدينا...أنقذني وأنقذ فتاي ...
إقترب أمير الترك منها ، أمسك يدها ، دقت الطبول ، والأميرة تسير بجوار الأمير ، وتنظر إلي الغريب دامعه،
علي دق الطبول يصرخ بليغ من العذاب...
صرخ بأعلي صوته : أيها الغريب ماذا تنتظر ...أنقذنا الآن...
في لمح البصر فتح الغريب هاتفه...يتصبب عرقا...
كتب ...
( حفل الزفاف ). الجزء الثالث والأخير
قيدوا بليغ ....حملوه والأميرة علي خيولهم ...عائدين للقصر...
دخل الجنود القصر ....وقد اكتمل الحفل....والكل يشاهدون ...يترقبون ...
قال الملك : خذوا الأميرة إلي غرفتها لتسترؤح قليلا ...أراها منهكه من رحلة الصيد...وأعدوها لحفل الزفاف الليلة...
" كان بليغ قد وجد قارورة ترياق الخلود بجوار جثمان عنترة...وفي غفلة من جنود الملك ...أعطاها للاميرة ...وأطبقت عليها بيدها"
قال الملك : ....
...........
............
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق