سنوات مضت على ذلك اليوم الحزين، ولكنه ما زال حاضرا في ذاكرتي وكأنه اللحظه، لازلت اذكره بكل تفاصيله المؤلمة، حتى الدموع التي تنساب من عيوني لا زالت ساخنه، حكايتي هي قدر يرافق كل أبناء وطني، ولكن بعضهم قد يحالفه الحظ ويبقي له احدا من رائحه اهله، اما انا فقد كانت عاصفه الموت التي اجتاحت بيتي عاتيه، لم تبقي لي ولم تذر، وقع الرصاص في تلك الليله ظل يعزف على قلبي سيموفنيه الوجع حتى الآن، كل الألوان بعدها صارت باهته، كل الوجوه صارت باليه،كل دقات الساعه ثقيله وممله، أين اذهب بذاكرتي التي امتلأت بمشاهد الدمار، في غرفه واحده اجتمعنا، نقتسم الهواء الملوث بالرعب والخوف، اقتربنا من بعضنا وقررنا ان نعيش معا او نموت معا، ولكن القذيفه الملعونه التي سقطت على البيت اغتالت ارواح أحبتي جميعا، اقتلعت جذور قلبي كلها، ولم تبقي لي بصيص امل واحد، استيقظت فجأه على سرير في المشفى، وحين استعطت ان افتح عيني بكل وجل لم أشعر باي دفئ، انقبض قلبي، وكنت واثقه بأن الحياه لن تكون كما كانت، وأن عالمي قد اختلت موازينه كلها، وحين أدركت الحقيقه المره، تحجرت مقله عيني، وتصنمت كل خليه في جسدي، ولم أجد ملجأ سوى البكاء بكل حرقه على أشلاء اهلي المبعثره، رحلو جميعهم، وبقيت انا شاهده على تلك البطوله، حزينه على القصه، فخوره بتلك التضحيه، هو الوطن الحبيب وحده من يستحق الفداء بالاروح، وحده يستحق أن يروى بالدماء الطاهره الزكيه، رغم كل الألم الا ان راسي يزاحم الغيوم في السماء فخرا بشهدائي، يا لها من كرامه عظيمه ان يقدم الإنسان روحه من أجل الوطن، فكيف ان كان وطني فلسطين وليس كمثلها وطن.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق