الثلاثاء، 5 أكتوبر 2021

أنا و شهبا ...بقلم الشاعر حسن المرواني

 أنا وشهبا

------------

لم تمُت في البعدِ عنكِ ابتهالاتي

عيناكِ ملهمتايَ ففيهما أنبلُ غاياتي

في البُعد لازلتُ لسبيل حبِّكِ سالكاً

وعلى كلِّ ربوةٍ أرفعُ للحبِّ راياتي

وعلى بابِ وصلكِ الموصودِ أوقفتُ أزمنتي

مبتهلاً راجياً أن تُثمرَ للوصلِ نداءاتي

خمسٌ من عمري ضاعت وضِعتُ مغترباً

ما غفى لي جفنٌ وما ألفيتُ مسراتي

خمسٌ كأنهنَّ دهورٌ من المَرار أجرعُهُ

يا صبرَ قلبي ويا صبرَ أنَّاتي

أنامُ على ظلامٍ من البؤس والنوى

وأستيقظُ وقد غاب النور من سماواتي

أعتِّق الحبَّ فمن هواكِ كرمتُهُ

ولا أجد في كأسي غير مرارتي

قد كان وصلُنا وَرداً والأيامُ تشهدُهُ

ونَمت في البعد أشواكٌ تُوخزُ حُشاشاتي

هل ضرَّ الحاقدون أن الحبَّ يجمعُنا

فأتوا على حرق ياسميني و ورداتي

حتى سالت من قصائدي أدمعُها

وباتت حزينةً مهجتي وكلُّ ذراتي

طال انتظاري لوصلٍ ما برحتُ أرقبُه

فمتى يكون وأطفئ كلَّ آهاتي

وأجرُّ إلى محرابك كلَّ أشواقي

وعلى رُباك تُرفرفُ للعشاقِ راياتي

ويحمل نعشَ الغربة من راقت له

فأنا مللتُها ومللتُ كلَّ اغتراباتي

فكم فَتكتْ بي بلا رحمةٍ

وعمّقت بلؤمها كلَّ جراحاتي

قد كان نورُ الحبِّ قربَك بازغاً

وفي البعد قد نضبَ زيتُ مِشكاتي

مالي ذنبٌ غيرَ أنني أكنُّ لكِ الهوى

وهذا بعضُ ذنبي وبعضُ مأساتي

أسيرُ أضاحكُ نفسي مكابراً

ويحسدني من حولي لضحكاتي

وأُتَمْتِم باسمكِ نشيدا أواسي به مهجتي

فيُقالُ جُنَّ ولم تُدرَ حكاياتي

فأنا المفتون بقدِّكِ واللَّمَى

وعيناكِ في الغرامِ أولُ حكاياتي

ففيهما للعاشقِ راحةُ قلبٍ خافقٍ

وفيهما البراءةُ وأنا متيم العيون البريئات

مالي في الغرام حُمقٌ

وألَّا أحبَّكِ هي أكبرُ حماقاتي

فالشوقُ يمصُّ من دمي

والحزن يحصد مني ابتساماتي

فكيف أخطُّ آلامَ بعدي والأسى

وقد خانتني لغتي وماتت كل عباراتي

هُجِّرتُ ومالي على سُفن الهجر أشرعةٌ

وعلى سُفنِ العودةِ تحطمتْ كلُّ شراعاتي

( نُفيت واستوطنَ الأغرابُ في وطني

ومزقوا كل أشيائي الحبيباتي )

أنا لم أُخدعْ بغربتي ولا بزيف جمالٍ لها

ومالي غنىً عن جمالكِ مولاتي

أنتِ الهوى والغرامُ الذي راق لي

وفي سما حبكِ قد نمت جناحاتي

فكيف أطير والغربة سهم بخاصرتي

تُكسِّرُ كلَّ آمال الوصال العريضاتِ

لا لن يُمحى طيفُك من خلدي

كيف يُمحى من هو منقوش بعظماتي

فأنا و أنتِ يا شهبا قد شاعَتْ حكايتُنا

وأجمل الحكاياتِ عن الغرام حكاياتي

ألا يا شهبا تزيني وعلى الفراق تصبري

فعلى دروبِكِ قد نشرت للغرام راياتي

وعلى كلِّ رايةٍ من قلبي نُقِشتْ

أنا عائدٌ لأحضانكِ يا أجملَ المليكاتِ

عائدٌ لأعيشَ بعدما وأَدتْني غربتي

عائدٌ لتنموَ من جديدٍ جناحاتي

عائد لأجدَ نفسي وقلبي

لأجدَ روحي وذاتي

انا وشهبا حبيبان من زمن

أكرِمْ بحبيبةٍ كل الغرام منها آتِ

وقربها وحبها ووصلها وتربُها

فيهن لقلبي كل أمنياتي


محمد حميدي

كل يغني على ليلاه

وأنا على شهباي أغني 


مع بعض الاقتباس

من قصيدة أنا وليلى 


للشاعر حسن المرواني

من العراق من مدينة ميسان

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق