الجمعة، 8 أكتوبر 2021

حصير الشوك ...ص..19 بقلم الأديبة سمية مسعود

 يفكر النوري في هذا الأمر الذي حل به وهو ينظر إلى ابنه أكرم يلعب بالكرة في فناء المنزل. كيف يمكن أن يكون  عليه الوضع لاحقا ؟ المنذر ولمياء في منزل واحد ؟ هذا ما لم يفكر به يوما وهو يجهز منزل العروس الجديد. كيف ؟ لم تخطر بباله هذه الفكرة؟ النوري عبيش الذي طاف البلاد وخبر العباد  

والسيد الذي تلجأ إليه الخصوم لتحتكم . وتستجير به الأهالي من غدر الزمن.  الآن  وكأكثر من أي وقت مضى يدرك النوري أنه رجل متهور بل وأب أناني .الآن فقط استساغ دقة

الوضع عندما انتقى لابنته زوجا دون أن يحترم ما يكتنزه قلبه من مشاعر وأحاسيس  ظنا منه أنه يكرمه  بهذا النسب ثم عندما فكر في الزواج ثانية  وما رأى مانعا في البحث عن فتاة شابة وما رأى من ضير في انتقائها حسناء. بل بالعكس من ذلك كان يعتبر هذين الشرطين من تمام الصفات لزوج في مثل وضعه المادي ومؤهلات الجسدية  والذهنية.  لقد فكر في نفسه أكثر من الجميع حتى أكثر من قرة عينيه  سعاد وفاطمه. نعم لقد انحاز لما يغنيه عن البقية فالنوري  يعلم انه لم يتخط متوسط العمر وأن فتاتيْه ستغادرانه طال الزمن  أو قصر  كما أنه يريد زوجا ولودا تهديه الولد .وهذا ما كان و ما خطر بباله يوما أنه بزواجه قد ظلم ابنته سعاد التي ما وجدت لقلب المنذر منفذا بل وقد ظلم نفسه التي ستعيش أبد  الدهر رهينه دوامة مفزعة و مرهبة تدور راحاها بين مطرقة  الشفقة على ابنته الذي ستزف قريبا إلى رجل تربعت في قلبه إمرأة  أخرى  وبين سندان الشك في زوجة  ذنبها الوحيد هي الصدفة  الذي جعلت من حبيبها السّابق صهرا لزوجها .


                         يتبع.......


                                ص19

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق