الخميس، 21 أكتوبر 2021

لا مكان للعقلاء بيننا ج 1 ...بقلم الأديبة محبة جو...

 للعقول الراقية 

الجزء الأول 

______ لا مكان للعقلاء بيننا _________

_______________________________


لا مكان للعقلاء 


دبت الفوضى في مستشفى المجانين .. وأخذت الأصوات 

أكثر فأكثر .. وعلى الفور اتخذ 

رؤساء المجانين وعقلاؤهم القرار 

فاجتمعوا في غرفة الطبيب المختص بعد أن أوجعوه ضربا 

وبدأ الإجتماع والعيون من خارج 

الغرفه ترقب ما يحدث على الطاولة 

المستديرة من مفاوضات ومشاورات  


قال سمير : إن المشكلة تزداد سوءا 

أيها الحكماء. . اليوم هرب أحد الخونه من مدينتا .. لقد تسلل من الجدران الخلفية للمبنى. . وذهب إلى مدينة المجانين تاركا مدينتا. .

وأنتم تعرفون أن الشعب في مدينتا 

يرفض الخيانة .. 

       بدأت العيون تدور هنا وهناك .. 

حتى استقرت على الزعيم الصامت "  احمد  " الذي جلس على كرسي الطبيب حاملا عصاه بيده وملوحا بها هنا وهناك .. بارما شاربه وعابثا بمعطفه. . التفت الزعيم احمد إلى الجميع حول الطاولة قائلا :


إننا اليوم نشهد الخيانة بأم أعيننا .. فضياع الأمن في مدينتا سببه هروب ذلك المتمرد إلى مدينة المجانين. . وقف في منتصف الطاولة "" خالد "" خطيبا : 

كيف يذهب إلى أعدائنا. . إلى من يركبون علب الكبريت ويسكنون الكرتون .. إلى اولئك الذي يكذبون ويسرقون ويضحك بعضهم على بعض .. الذين لا تزيدهم هذه الحياة إلا جنونا فوق جنونهم .. وضياعا فوق ضياعهم .. لا بد أنه قد جن ...

فقال احمد والعصا تلوح بيده ..

فلا بد من هذه العصا - يحركها عاليا - إن توسعه ضربا وصرخ غاضبا :

علينا الخروج إلى مدينتهم للبحث عنه وإعادته إلى هما ليلقى جزاء الخيانه ..

استدارت العيون براقة. . وساد الصمت قليلا. . حتى هب ابو علي واضعا رأسه غطاء قائلا .. 

لا بد لنا من ثورة .. ساد الاستغراب على الوجوه .. برم الزعيم أحمد شاربه مفكرا ثم قال .. 

ثورة 

رد ابو علي .. نعم ثورة .. وشعارها  (( لا مكان المجانين بيننا )) توقف قليلا ثم أشار إلى المجانين بعصاه 

نحن العقلاء. . ثم انفجر في ضحكة مدوية .. 

علت الأصوات من خارج الغرفة مرددة الشعار .. قفز الزعيم أحمد عن الطاولة مكملا ومحمسا .. 

الثورة ستبدأ من هنا سنقتل أؤلئك الذين يلبسون الأبيض وذلك الرئيس المأفون .. هيا أيها العقلاء الحرية ..

إلى مدينة المجانين لنعيد ذلك الخائن ونعاقبه على فعلته ..


           انطلقت الثورة وخرج المجانين من عنابرهم وغرفهم وقد حمل كل منهم ما وجده في طريقه من أدوات. . هاتفين ومرددين الشعار .. ثم بدأوا الهجوم. . اجتاحت الثورة المستشفى بأجمعه 

واستقرت أمام غرفة الأدارة .. دخل الزعيم أحمد مختالا ثم تبعه الباقون بينما وقف المدير مرتجفا في مكانه 

دارت العيون متسألة .. ماذا سيفعلون ؟ قال شيار من العقلاء 

لنجعله سمكة تعيش في البحر  - ابتسم وهو يمسك المدير من عنقه وإصابة الحنق - مكملا مقلدا الافتراض. . فرد سمير ، ، لنرسله سهما إلى السماء وأنا سأنتظر هناك لأرميه إليكم مرة أخرى .. صاح الزعيم أحمد قائلا :

ما هذا الهراء ؟ أنه كلام مجانين. . يجب أن نعذبه أولا . ولكن كيف ؟ فكر الزعيم قليلا ثم برم شاربه قائلا :  سنربطه في شعاع النور .. إذا اقترب من المصباح احترق .. وإذا وقع كسرت رقبته. . حتى نعود من الرحله ونجد الخائن ..


موعدنا في الجزء الثاني قريبا .. 

Mahba Jo

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق