السبت، 18 سبتمبر 2021

ضاعت مدارسنا ...بقلم الشاعر محمد الفاطمي

 ضاعت مدارسنا

بالعلم تحيا عقولُ العُرْبِ والعجم***والجهل يهدم ما يلـــــقاه من عـــــظـــــمِ

والنّاسُ في طلب الدّنيا سماسرةٌ***وطالبُ العــــــــــلم بالتّفكــــــــير لم ينـــمِ

نلهو ونلعـــــــــب والأيّام مدبرة***ولا نفــــــــــكّر في التّغــــــــــيير بالقـــلم

ضاعت مدارسنا في اللّهو قاطبة***وعربد الجــــهل فوق الشّــــــرع والقيــم

كأنّ أمّتنا باعت رعيّــــــــــــــتها***فهانها المـــــلك القــــــدّوس في الأمـــــم

////

ما كلُّ عصر ينالُ الشّعبُ ما طلبا***حتّى ولوْ ركبَ العصــــــيانَ وانْقــــــلبا

وأعقلُ النّاس في الأعمال مجتهدٌ***تراهُ من نِعَــــــمِ العرفان قـــــــد كـــــسبا

إنّ اليراع جميعُ النّاس تحملهُ***وليسَ من رســــــمَ الأوهامَ قـــــــد كــــــــتبا

والعلم يأتي بنور الفــقه منشرحا***من قال غــــــــــــــير الذي قد قلــته كذبا

يعطيك أكثر ممّا كنت تطلــــــــبه***إذا الرّحيم إليك العـــــــــــــــلم قد وهبـا

////

يا من أراك سئمتَ العيش في وطني***وضقت صدرا بما يجري من المحن

دعْ عنك عجزك في التّغيير تطلبهُ***واختر لنفسك خلع الجــــــــبن والوهن

لا يمتطي العزم إلاّ ملهم فطــــــن***تراه منشـــــــــــــــغلا والوقت لم يحن

يمسي ويصبح كالفانوس مشتعلا***والعلم بوصلة الإبداع في زمنـــــــــــي

تبقى صنائعنا في الأرض مزهرة***كالغيث إن صبّ زاد الخير في المـؤن

////

عجبتُ للمرء في الدّنيا تطمّـــــعهُ***بالعشــــــقِ والأجلُ المحتومُ يـصرعهُ

يظلّ يلهثُ في عشواء يخبـــــطُها***أعْمى البصــــــيرةِ والأوهامُ تخــدعهُ

يغترُّ بالمالِ مسروراً بعيشته***وقد تأكّد أنّ القبـــــــــــــــــــــرَ موضـــعهُ

تراهُ يجمعُ للميـــــراث ثروتهُ***ويعلــــــمُ أنّه للغــــــــير يجمــــــــــــــعهُ

وأفلسُ النّاس في دنياهُ عاقبةً***من ضيّعَ العُمرَ في ما ليس ينفـــــــــــــعهُ

////

وجدت لا خير في الدّنيا وما فيها***تطمّـــــــــــــع المرء بالفاني فيـــأتيها

أريد أمرا فما أدري أعاجـــــــله***خيــــــر لضائقتي أم كان تمـــــــويها

لأجل ذا طال منّي النّوح وانهمرت***دموع عيني وكان القلـب ساقــــيها

وبينما المرء في الأحياء منبسط***حتّـــــى يقال لقد شدّ الرّوح باريهــــا

فلا تكن فرحا بالعيش مغتــبطا***وقد رأيت بأمّ العــــــــــــين ما فيهـــــا

محمد الدبلي الفطمي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق