رسائل أيقظتنا
=============
١ - بجوف الليلِ أيقظنا العويلُ
وليلُ المتعبِ العاني طويلُ
٢ - تعالى صوتُ مفجوعٍ ببيتٍ
وأهلُ البيتِ جرحى أو قتيلُ
٣ - تهاوى البيتُ والموتى نيامٌ
وخرَّ السقفُ وانتقضت أصولُ
٤ - وأهلُ الحيِّ قد صاروا نزوحاً
وما من ملجأِ إلا الطلولُ
٥ - رأيتُ محاشراً للناسِ صارت
بلا مأوىً يصاحبُها الذهولُ
٦ - رأيتُ الموتَ يختطفُ الأماني
وزلزالاً بأبنيةٍ يصولُ
٧ - وأروحاً قضت في غيرِ ذنبٍ
وثُكلاً باتَ في يُتمٍ يجولُ
٨ - وزادت هجمةُ الأمطارِ هولاً
فأُغرِقَتِ الشوارعُ والتلولُ
٩ - وضاعَ الناسُ في هزاتٍ أرضٍ
ومن لأوائِهم جرَتِ السيولُ
١٠ - تمادى الخوفُ في أوصالِ قومٍ
لهم دعوى وخالقُهم جليلُ
١١ - بحورُ الخوفِ ماجَت في رُبانا
و للضعفاء في الهيجا عويل
١٢ - صحونا وارتدادُ الهولِ يجري
بلحنِ الموتِ إذ قُرِعَتْ طبولُ
١٣ - مبانٍ قد خلت من ساكنيها
ودورٌ قد تعاورَها الأفولُ
١٤ - قرىً غارت وساوَتها بأرضٍ
زلازلُ ما تقرُّ لها وصولُ
١٥ - وأسما عائلاتٍ صارَ محواً
بأنقاضٍ يصاحبُها الهديلُ
١٦ - وتحتَ الردمِ كم طفلٍ وزوجٍ
تراخى فوقَهم شبحٌ وغولُ
١٧ - وكم طفلٍ تعلَّقَ في عمودٍ
تشهَّدَ و الذراعُ بهِ كَليلُ
١٨ - وكم من والدٍ خارت قُواهُ
وكم من دمعةٍ حزناً تقولُ !
١٩ - عواصفُ من رياحِ الحزنِ حلَّت
وصاحَبَها من الأعلى وَبيلُ
٢٠ - وثقلُ الحزنِ جاثومٌ تراخى
على صدرِ البريَّةِ بل وَ فيلُ
٢١ - رسائلُ كي نعودَ إلى قديرٍ
وتجأرَ بالدعاءِ لهُ عُقولُ
٢٢ - ويرجعَ ظالمٌ عن ظلمِ قومٍ
غراثٍ ما لَهُم حولٌ وطَولُ
٢٣ - رسائلُ توقظُ المغرورَ فينا
ويعرفَ أنهُ عبدٌ ذليلُ
٢٤ - رسائلُ ربنا لنعودَ تقوى
وتحلو من محبَّتِنا الفصولُ
٢٥ - فيا مولايَ مغفرةً لعبدٍ
تلاعبَ في توجُّهِهِ جَهولُ
٢٦ - وجُد بالرحمةِ المهداةِ إنا
رجعنا تائبينَ لنا عُدولُ
٢٧ - وأصلح شأننا ياخيرَ هادٍ
فلا يسخرْ بأوبتِنا عَذولُ
٢٨ - رسائلُكَ الرحيمةُ أيقظَتنا
وإن فيها بدا الخطبُ الجليلُ
=========
د.جميل أحمد شريقي
( تيسير البسيطة )
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق