السبت، 4 فبراير 2023

خواطر سليمان....بقلم الشاعر سليمان النادي

 خواطر سليمان ... ( ١٢١٨ )


"قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ" 

الزمر ٥٣


رفقا بالمذنبين والعصاة.... 

ليس معنى أن الله هداك للإيمان والعمل الصالح أن تحتقر كل عاصٍ وتقول فيه ما قال مالك في الخمر ... 


الإيمان بالله يفرض عليك أن تكون رحيما للخلائق وتحتقر فعلهم وتنبذه وليس أن تحتقر المذنب ، وإياك أن تظن أنك معصوم من الذنب... 


طبيعة الإيمان أن تكون دائما على وجل وخوف من أن تذل قدم بعد ثبوتها ، فلا تأمن على نفسك الفتنة طالما أنك حي وتجري الدماء في عروقك ، لأن الشيطان قريب منك ويجري في مجرى دمك ... 


الإيمان يجعلك مشفق ووجل دائما من أن تكون غافلا مع الغافلين ، وإنما هو يفرض عليك أن تحاول جاهدا أن تصرف الغفلة عن المذنب بالوعظ الحسن والنصح الرشيد ... 


الإيمان يفرض عليك النظر بعين الرحمة للعاصي فلا تؤذيه بنظرة إيذاء أو احتقار ، ولا أن تكون انت سببا في أن ييأس من رحمة الله انه سيغفر له ... 


الإيمان أن تنظر إلى معصية العاصي وكأنها معصية في نفسك ، فتجري مسرعا ولا تألوا على نفسك إلا إزالتها منه وبقدر وسعك وكأنها في نفسك أنت ، وذلك بالحب والشفقة وليس بالقوة والاكراه ... 


سليمان النادي

٢٠٢٣/٢/٥

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق