الجمعة، 6 يناير 2023

اطفال بلا عائل....بقلم الأديب د.محمد موسى

 ♠ ♠ ♠ ♠ القصة القصيرة ♠ ♠ ♠ ♠ 


♠ ♠ ♠ أطفال بلا عائل ♠ ♠ ♠ 


♠ ♠ أذن الفجر فأسرع إلى المسجد لتلبية نداء الحق ، ولما إنتهى من الصلاة وختمها ، خرج من المسجد فجد أمامه شيء غريب ، طفل يلتقط من صندوق القمامه بعض كسرات الخبز وبواقي أطعمة ، فجرى أمام عينية شريط حياته وتذكر طفولته وكيف كانت ، في بيت عاش فيه بلا أب ، وهناك أم تفعل كل شيء ، وأي شيء حتى لا يجوع أولادها ، وعاش طفولته وكان من الممكن ألا يصبح كما هو الأن ، فقد رأى وهو صغير أن أمه تأخذ لهم الطعام وتدفع الثمن قبلات للبائعين ، فهي جميلة تركها الأب إلى الدنيا لعدم قدرته على الإنفاق عليها وعلى أولاده ، وترك البيت ولا يهمه كيف تدبر حالها ، ولا كيف تربي أطفال بلا معين لها إلا جمالها وجسدها ، رحل هو وأزاح عن كاهله المسئولية وظلت هي تتنقل بأولادها من غرفة إلى غرفة ، ثم كان شارع الهرم هو العمل الذي استقرت فيه ، تحسنت الأوضاع عندها بعض الشيء ، وأنتقلت لأول مرة للسكن في شقة ، وصمم هو وكذلك أخواته على ضرورة أن لا يستسلموا للظروف ، فذاكروا وأجتهدوا ، ورغم أن ظروف بطل القصة كانت تأهله ليكون أحد أولاد الشوارع الفاسدين ، إلا أن الله بفضله رعاه ، ومرت السنوات والأم تدفع جسدها ثمناً  لكي لا يحتاج أولادها ، وفجأة ظهر الأب في حياتهم ، لم يشعر أحداً منهم بالحنين له ، ولا يريده أحداً أن يدخل حياتهم ، وتودد هو إليهم ، خصوصاً قد أصبح صاحب تجارة كبيرة ، ويركب سيارة بسائق ، إلا أن القلوب لا يفتحها إلا الذي خلقها ، ينظر الأبناء الي الأم ، وكم هي عانت وتحملت قسوة الحياة ، ودفعت ثمن سعادتهم ولم تمن عليهم بل كانت تسعد كلما تقدم أحدهم في دراسته وحياته ، وماتت الأم ثم مات الأب ، ولأول مرة جمعهما الإبن في قبر واحد ، ومرت سنوات ليصيح الأبناء بفضل الله من الأعلام ، وسأل نفسه لماذا شريط هذه الأحداث يمر أمام عيناه اليوم ، وهو قد نسي كل الماضي وكذلك أخواته ، تذكر أنه رأى طفل يعبث في صناديق القمامه يبحث عن شيء يأكله ، أو شيء ينفعه ، فقال: وهو يغادر سيارته الفارهه ، في ذلك اليوم كان من الممكن أن أكون مثله في يوم من الأيام ، ولكن الله سلم ، ولما عاد من المسجد عكف على كتابة ، مشروع تتبنى به الدولة أولاد الشوارع ، وأرسله إلى دولة رئيس الوزراء ، والح عليه ، أن يصبح هذا المشروع ، أولوية لابد من الأخذ بها حتى تحافظ الدولة على أبنائها ، فإنهم بهذا الشكل سوف يصبحون قنابل موقوته قد تنفجر في المجتمع فيؤدي به إلى الهلاك.


♠ ♠ ♠ ا.د/ محمد موسى

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق