الأندلـس.. والقـدسُ..
شعر: د. وصفي تيلخ
سَخِر الزّمان فما عليه مُحالُ
---------------- وبَكَتْ عُروبةَ قُدْسِنا وَنْدَالُ(1)
بالأمس كُنّا قد بكيناها دَمَاً
------------------حان الوفـاءُ فدمْعُها مِهْطال
وَنْدَالُ ضاع و مَقْدِسي في إِثْرِه
------------------- يَطْـــــوي ثراه تَضَيّعٌ وزَوال
يا قِبْلَتي الأُولى غَدَوتِ مُباحةً
-----------------رَقَصَتْ على هاماتِكِ الأهوال
وبَغَتْ على مسرى الرّسول شَرَاذِمٌ
------------------- جِيَفُ البلاد وشَرُّها الأنذال
وَنْدال.. يا وَنْدالُ إنّي شـاعرٌ
---------------- مِن مشرقٍ ضَعُفَتْ به الآمال
أخشى على وطني الأسيرِ مِن الرّدى
--------------------- تَبْكِيه كلّ حياتها الأجيال
إنّا بُلينا يا صـديقُ فلا تَسَـلْ
----------------- كيف النّجـاة وحُكّمَ الجهــــــال
انظرْ كِلابَ الشّامِتين بأمّتي
------------------ يتحفـّزونَ كأنّهــمْ أشبــــــــــال
مِن كُلِّ عِلْجٍ أحمـقٍ مُتَخَنّثٍ
----------------- فقَدَ الحيـــــاءَ وفاتَه الإجــــلال
يا أمّتي أجدادُنا مَلَكُوا الدّنى
------------------- وسـلاحهـم تكبيرةٌ وهِـــــــلال
فلأنّهم هَتَفوا بقلبٍ مخلصٍ:
------------------- اللهُ أكبرُ ، والحيــــــاةُ قِتــــال
ساروا إلى سُبُلِ النّعيمِ بهمّةٍ
----------------- وتدافعــوا أقوالُهمْ أفعـــــــــال
ما خطبنا وكأنّنـــا في غابةٍ
----------------- عجفاءُ يخطُرُ حولها رِئْبال(2)
ماذا نقول لطارقٍ ولِصَحْبِهِ
-------------إنْ يَسألون: ألا يُجاب سؤال؟!(3)
أنقول إنّا قد غَدَوْنا مَعشراً
---------------- نَهْبَ الرّجـــــــالِ كأنّنـا أنْفــــال
أمْ أنّنا بِعْنا الهُدى بِضلالةٍ
------------ في عصرِ قــــومٍ كلّهم إهمــــــال
* * * *
مهلاّ عدوّ اللهِ لا تفرحْ بما
-------------- أُلْنا إليــه فقـد يثـوبُ رِجــــــــــال
لا تشمَتنّ أبا رغالَ بأمّتي
------------ ما دام فيها مسـجدٌ ونِضــــال (4)
ولَتَعْلَمَنَّ بأنّ صحوَتَها إذا
----------------- آنَ الأوانُ فإنّهـــــا زِلـــــــزال
1- وندال :الأندلس
2-الرئبال:شبل الأسد
3- طارق: طارق بن زياد
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق