( سألني أحد الأحبة بعد أن قرأتُ عليه خاطرة من العيار الثقيل عن الحب : بالله عليك أيها الأديب من أين تأتي بهذه الكلمات التي تتحفنا بها دائماً ؟ قلت له : هذه الكلمات أتلقفها من شعاع الشمس ونور القمر . وأختلس بعض الجمال من ثغر زهرة عاشقة لغصنها تتنضر بعطرها وقت السحَر . وأسرق بيتَ شعرٍ من هديل حمامة مشتاقة لزوجها قد ضاع بين الغيوم . وأشتري بعض مزامير بلبلٍ قد صدح بلؤلؤ التغريد فأطْربَ صبيِّةً في خِدْرها . وأحاول أن أسترق السمع إلى نجمة تائهة بين النجوم تنادي هل من عاشق وامق ؟ هذا المزيج من الجماليات ينتج عنه كلمات بين قوسين كجملة إعتراضية تتوارى خجلاً مما سبقها من كلمات ومما لحقها من همزات وإشارات وحركات . أتناول كل ما ذُكِرَ فأضخّه عبر نبضات القلب وأختمه بمِسك الرضى وأعلنه على الملأِ على هيئة كلمات تبتسم لقارئها وتسرّ كلّ مَنْ رآها . فهل فهمت قصدي وهل لاحظت رصدي وجميل ردي ؟ إغرورقت عيناه من الحب وبكى .)( الأديب وصفي المشهراوي )
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق