الاثنين، 26 ديسمبر 2022

آخر الكلام....بقلم الشاعر د.محمد موسى

 آخر الكلام  ...


   "إختلافات تفرقنا والإنسانية تجمعنا" 


      قد يظن البعض أنه خُلق في الدنيا لنفسه ولمن حوله فقط ، وأن الوجود لا يعنيه كثيراً ، فلا يجد ضرورة في التفاعل مع الأخرين على إختلافاتهم ، فأحياناً الإختلاف يكون في الثقافة وفي ملل الدين حتى في اللون ، والحقيقة أننا خلقنا جميعاً من رجل واحد وزوجته ، (أقنعتنا الإسرائيات أن زوجة أبونا آدم إسمها حواء ولا يوجد نصاً بهذا لا في القرآن الكريم ولا في السنة المشرفه الصحيحة على أن إسم زوجة آدم هو حواء ، وقد بُث هذا الإسم لكي يؤكد رواية الحية والتفاحة التي أخرجت آبائنا آدم وزوجته من الجنه ، علماً أن الإِخبار الأول من الحق سبحانه وتعالى لملائكته ،" إني جاعل في الأرض خليفة " ، وليس قوله سبحانه وتعالى "إني جاعل في الجنه خليفة " ، ولكن أُدخل في عقل العامه أن زوجة آدم هي حواء والتي أُخرج آدم من الجنه بسببها ، ويبدو أن هذا الموروث هو المسئول عن معاملة بعض الرجال للنساء ، رغم خطاب الحق (فأكلا منها) أي الخطيئة مشتركة ، وقولهما بعد الخروج (ربنا ظلمنا أنفسنا) أي هما معاً ، ولسنا هنا بصدد نوع الذنب المشترك الذي أدى إلى (إهبطا منها جميعاً) أي من الجنه ، ولكن مقصودنا أن على الأرض حياتنا جميعاً نحن بني الإنسان ، وكان الخطاب لنا جميعاً وليس لأصحاب ملة بعينها (يا أيها الناس) ، وهنا تقدم لفظ الإنسانية على معتقد كل منا ، فكلُنا عباداً لله نعبده بإعتقاد سيأخذنا الله به يوم القيامة ، أما في الحياة فلا تميز بيننا ، والعقلاء من البشر في المجتمعات المتقدمة والمتطورة ونحن نقلدهم في كل شيء إلا في سلوك المعاملات ، فهم يدركون أن الدين بينك وبين ربك والسلوك هو المعبر على مدى ما تحمل من قيم أخذتها من ملة دينك ، وتسود بين العقلاء أن " الدين لله والوطن للجميع " لذلك تفرغ الإنسان في تلك المجتمعات للعمل وبناء الحياة ، ولم يستدعي الأخرة إلى الدنيا ففي الأخرة حساب وفي الدنيا عمل ، والإسلام الذي أتشرف بإعتناقه يدعو إلى أن يسود بين الناس الود بلا ضغائن ففي الإسلام لا يؤمن من "بات شبعان وجاره جوعان" هذا الجار كان على ملتي أو على ملة آخرى أو بلا ملة ، وهكذا في المدينة المنورة "عندما دخلها رسول الله  ﷺ وضع وثيقة المدينة" فعاش الجميع تحت وثيقة المدينة المنورة والتي هى الدستور والقانون ، إلتزم به المسلمون وغيرهم حتى الملحدون ، القانون هو السيد أما الدين فهو علاقة بينك وبين الله ، ولا يعنيني ملة دينك ما دمت قد سلمت من لسانك ويدك ، فمن سلم الناس من لسانه ويده فهو مسلم كان على الإسلام أم على ملة أخرى ، وعندما لم أسلم أنا من لسانك ويدك فأنت غير مسلم كنت على الإسلام أم لم تكن ، هذا هو الفهم المقصود بأننا جميعاً متساويين ويجمعنا في الحياة مسمى الإنسانية ، ولا تصدقوا الذين يتشدقون بالدين وبغير علم فهولاء من جعل الأخرين يدخلوا في قاموس المعرفة "الخوف من الإسلام "إسلاموفوبيا "      " Islamo phobia  " ، "هذا الإستطلاح دخل في المعاجم العلمية في عام 1923 م ، وقد تم تفعيل إستخدامه في علم 1967 م ، فتعالوا معاً نتعامل بإنسانية مع بعضنا البعض في الحياة الدنيا ، ويوم القيامة في الأخرة نقف أمام الله الحق وبعدله وبفضله يحاسبنا.


♠ ♠ ♠ ا. د/ محمد موسى

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق