آخر الكلام ...
"الإبداع والتأثير العام"
في ندوة تناولت الإبداع في الفنون والآداب ، ودورة في تكوين الوجدان العام ، وطرح سؤال في الندوة الإجابه عليه واضحة لكل ذي عقل ، متى يسمى أي عمل يقدم أنه إبداع وليس عبس يؤدي لمجرد الكسب المادي ولو على حساب ثوابت المجتمعات ، وتم بعد مناقشات الإبداع والذي يؤثر في تنمية المجتمع وتنمية عقول الأفراد ، ومقارنة بين ما كان يقدم من سنوات سابقة من فنون وآداب ، حيث كان مردود ما يقدم يظهر في المجتمع المنتظم في أغلب سلوكياته ، وتم ضرب الأمثال عن الإبداع في سنوات سابقة عاشها الكثيرين اليوم والذي ينظرون إلى ما يقدم الأن بدهشه ، فمثلاً في حفلات المغفور لها بإذن الله السيدة أم كلثوم وكيف كانت تقدم للمجتمع فن راقي بداية من كلمة نظيفة إلى لحن شجي ، مما يجعل المجتمع يحترمه ويقدره كما هو فن يقدر المجتمع ويحترمه ، وكان حضور حفلاتها الكل جلوس والرجال والنساء يحضرون في ملابس محترمة ، مقارنة بما هو الأن حيث حضور الحفلات الأن وقوف وهم يتمايلون على أنغام لا يعرف تطرب العقل العام وملابس الحضور أكثرها ممزق فهاكذا الموضة ، ويحصد هؤلاء الذين يتراقصون على المسرح الآلاف من الجنيهات ، وتتسأل أي إبداع هذا الذي يقدم ، من عاريات وعراة لهؤلاء الشباب اليوم ، وهذا هو الذي ساهم في إعوجاج السلوك العام وإنتشار الطلاق والجريمة ، ففي الماضي القريب قدم الإبداع أعمال عملت على تقويم السلوك العام ، يذكر في مذكرات نشرت أنه لما غنت السيدة ماجدة أغنية من تأليف نزار قباني وتلحين العبقري محمد عبد الوهاب بعنوان "أيظنُ" "حتى فساتيني التي أهملتها فرحت به ورقصت على قدميه" ، كان تقرير جهاز التعبئة والإحصاء أن معدل الطلاق تراجع في المجتمع وتم إرتفاع نسبة رد المطلقات لأزواجهم ، عمل إبداعي كان مردوده إيجابي في المجتمع ، وهناك أفلام قدمت للمجتمع والقت الضوء على سلبيات مما دفع المجتمع إلى تغير قوانين كانت سائدة ، ويقدم قوانين أخرى تفيد المجتمع ، مثل إلغاء السابقة الأولى في صحيفة الحالة الجنائية ، وقوانين الأحوال الشخصية كما حدث بعد عرض فيلم أريد حلاً ، وهكذا هي قيمة الإبداع وتأثيره في المجتمع ، أما عندما تزداد نسبة الجريمة ونسبة الطلاق في مجتمع من المجتمعات فالفن الذي يقدم فيه ليس إبداعاً ، فهو يقدم ما يشوه حياة الناس ، فكأن الحياة لا يعيشها إلا هذه النماذج المشوه والتي ساهمت في تشويه المجتمع ، هنا لابد أن تطلق على ما يقدم في الغالب أي إسم آخر غير كلمة إبداع.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق