♠ ♠ ♠ ♠ القصة القصيرة♠ ♠ ♠ ♠
♠ ♠ ♠ الأصدقاء في الحياة♠ ♠ ♠
♠ ♠ لما تزوج وغادر بيت العائلة وأصبح له بيتاً خاصاً ، تذكر أنه في يوم من الأيام إنخرط في الحديث عن الحياة والزواج وما بها من مسؤوليات وإلتزامات مع أستاذ له ، فأخذ أستاذه ينظر له بنظرةٍ واضحةٍ ورصينة ، ونصحنه قائلاً: "لا تنسَى أصدقاءك أبداً ، فهم سيكونون أكثر أهميةً لك كلّما تقدّم بك العمر"، وتابع حديثه "بصرف النظر عن مدى حبك لعائلتك وأبنائك الذين رُزقت بهم ، فلابدّ أنك ستحتاج للأصدقاء على الدوام ، وتذكّر أن تخرج معهم وتقابلهم وتتواصل معهم بين حينٍ وآخر" ، قال في نفسه "يا لها من نصيحةٍ غريبة"، *كان وقد دخل عالم المتزوجين ، وصارُ راشداً وأن زوجته وأسرته سوف ينشغل بهم فهم من منحه معنى لحياته* غير أنه أطاع أستاذه وقام بهز رأسه دليل على الموافقة ، وبقي على تواصل مع أصدقائه حول العالم وحرص على أن يزداد عددهم كل سنة ، وعلى مدى سنوات أصبح يدرك أنّ أستاذه كان يعرف ما يقوله ، وبعد حياةٍ امتدت أكثر من خمسين عاماً من عمره ، وجد أن الزمن يمضي والحياة تسير والمسافات تزداد بينه وبين أقرب من حوله ، فالأطفال يكبرون ويستقلون بحياتهم وفي كثير من الأحيان ينفصلون عن أهلهم ، على الرغم من أنّ هذا الإنفصال يكسر قلب الأهل ، ولكنه هو سنة الحياة ، ووجد أن الوظائف تأتي ، فلم يظل طوال عمره على كرسي الوظيفة ، وفكل شيء تذهب حتى الأوهام والرغبات وعوامل الجذب كلها بالزمن تضعف ، ووجد أن الناس سوف يفعلون ما يجب ألّا يفعلوه ، من وجهة نظره هو وهنا تأكد أن لكل شيء نهاية ، وحتى زملاء العمل سينسون ما قدّمتَ يوماً إليهم ، إذن سباقات الحياة قد انتهت أو في طريقها إلى النهاية ، ولكنّ الأصدقاء الحقيقيين موجودون على الدوام ، أيّاً كان الزمن أو المسافة بينهم ، من هنا أدرك أنه لابد من حب الأهل ورعاية الأبناء لكن لأبد أن يكون لديه أصدقاء.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق