إهداء
من أعلى قِممِ الجمالِ
من بين التلالِ الساهية وهي تغتسلُ
بأشعةِ الشمسِ الدافئة الحنون
من بين زقزقةِ العصافير ورفيفِ أجنحةِ الفراش
من بين أدغالِ البطمِ والسنديان
ترتفعُ ابتهالاتُ الروحِ إلى الخالقِ الأعلى
متوسِّلةً إليه الرحمةَ بهذا المخلوقِ المعذَّبِ الشقيِّ
الذي قطعَ أواصرَ وروابطَ القرابةِ بينه وبين السماء
كان الولد المدلَّلَ فبات لقيطاً ابتعدَ عن السماء فأنكرته
خرَبّ الأرضَ فلفظته الأرضُ مزَّقَ روحَه إرباً
وفتَّتَ عقلَه أشلاءً وباعَ وجدانَه لقاءَ حفنةٍ من غبارٍ وتفاهات
هنا وبين هذه التلال تشتهي روحي وتتمنى أن تهيمَ
مع الفراش وتطيرَ مع الطيورِ مغرِّدةً ممجِّدةً الخالق
بعدما وحَّدتْ أجزاءَها المتناثرةَ ولملمتها
من على دروب الضياع وأرصفة بشريَّةٍ مهترئة
ووحدت الخالقَ وجمعتْ أشلاءَه من بين حطامِ
دياناتِ ومذاهب وعقائد إنسانية زاغتْ وعاثتْ فساداً
بقيمها ومفاهيمِها الروحية
هنا وجدتْ روحي ذاتَها وتعرَّفتْ على خالقِها الحقيقي
بصورتِه الجميلةِ الناصعةِ البياض بين الأشجارِ
والأزهارِ بين الطيورِ والفراشِ والجنادب
في حضنِ الطبيعةِ الوديعة الطيبة البريئةِ ....
وها هي روحي تقدِمُ هذا الديوان من الشعر
للطبيعةِ الحنون للأشجارِ والعصافيرِ والفراشِ
ولكلِّ من يدبُّ على الأرضِ محباً مسالماً رحوماً شفوقاً
مليئاً قلبه بالحنان مؤمناً بالخالقِ الأسمى المتسامي والمترفِّعِ
عن كلِّ الصورِ المشوهةِ المخادعةِ والمزيَّفةِ
التي ألصقها الإنسانُ المشوَّه اللقيطُ بالله تعالى
وعبر العصورِ والدهور
إلى الطبيعة كما خلقها الله
أقدمُ ديواني هدية وفاءٍ وإخلاص لها
هذه النثرية هي اهداء ديواني { حلمي أهيمُ مع الفراش }
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق