الشّاعر
تظلُّ بركانا مهابا و إن أُخْمِدَ
تكفيه شرارة عشقٍ لِيَتَّقِدَ
أَطاح بِكَ جوادُ العمر مُتَعَمِّدَا
و قد كنتَ للعاشقين فارسا مُتَمَرِّدَا
تهفو إليكَ كَاحِلَاتُ الطَّرْفِ عَنُودَ
ترجو بِحُرقة للوصال موعدَا
تظلُّ المُهاب في زمن الرَّدَى
و إن اجتمعت عليك النّوائب و العِدَى
سَيَأْفَلُ حتما كلّ زائف و إن عَرْبَدَ
و يبقى وَهَجُ حرفكَ وَضَّاءً متجدّدَا
فلا تأسى إن غيّبوك و ذَرُوكَ فردا
سيذكر التّاريخ أنّكَ كنت مُتَفرّدَا
لا يُنْصَفُ العظيم و إن عاش عهدَا
فإن مات أقاموا له صرحا مُشيّدَا
هم يخشون صوت الحقّ إن تردّدَ
أن يجرف كالسّيل وحلهم الأسود
جهلٌ فواحشٌ بغضاءُ للحروب موقدا
وكلمة الحقّ توأد قبل أن تولد
تظلُّ المهاب و إن جرحك النّازف بدا
تَخشى السِّباعُ و تَتّقي مِن جُرحهِ الاَسَدَ
فاصبر على الأذيّة و كن في الحقّ جُلْمُدا
وإن كنتَ شريفا ؟ فلست أشرف من محمّدا
فادع إلى سبيل ربّك تضرّعا و تهجّدا
وازرع أينما حللت زيتونا و وردا
شرف الشّاعر كمال الخلق و الهدى
و تاجه رضا الرّحمان و جنّةٌ فيها خالدا
بقلمي : حسن المستيري
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق