"في الوداع الأخير.. ". هذا مساء خبت أنواره.. وانحجب فيه القمر. وراء الغيوم.. يرنو إليّ بخفرٍ.. من بعيد.
ابتسامة حزني تعرفها نجوم القطب. وزهر الليمون..
هنالك. ابتعد القلبُ…
وبكت العيون... تعثّرتُ في دربي.. قبّلَتُ الأرض.. وزهر البنفسج..
كانت تمشي هنا.. ومن هنا مرّت البارحة وقبلها..وبعدها ..منذ سنوات..
و سنوات.. أنتظرها. عند باب حارتنا القديمة... أنتظرها.. عند باب المدرسة. .. في الشوارع الخلفيّة..أنتظرها عند المنعطفات... كانت كما نخيل الفرات ورطب دجلة..وياسمين الشام..وكانت.. حين أكتب فرحي أنتظرها.. وحين أقرأ كتاباً أراها بين السطور.بضفائر شعرها الذهبي وعيونها الخضراء..
هنا وقفت.. هنا انحنت قامتها.. تقطف زهرة حبّ.. وهنا.. فرّقنا عتاب.. كم فتحتُ نافذة غرفتي. .. سحبت ستائرها.. عزفت لها سيمفونية. بحيرة البجع.... أعرف أنها تحبّها.. كذلك تعرفني...
قاسم مشترك بيننا.. العواطف والمواقف وسندويشة الزيت والزعتر.... أيتها النجمة.. أسألها..لِمَ لم تعطّر حارتنا بقامتها.. بعقد الياسمين لفجر هذا اليوم..؟. وتمسكُ النجمة بيدي.. أرتجف من الخوف. .. يضطرب القلب منّي..
-هوّن عليك ياولدي ..؟.تقول النجمة.. أنظر في وجهها... تنسكب الدموع على خديها.. أصرخ بقوة صوتي.. بقوة.. حياتي وموتي.. هل هي.؟. تتلعثم النجمة...تردّ بصوت خافت حزين.. أجل يابُني.. رحلت حبيبتك.. منذ سنوات .. احتَضَنتها.. سحابة حبّ.... سافرت بها.. الى مكان بعيدٍ.. بعيد.
بقلمي .
معاد حاج قاسم. سورية.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق