(هلّ الهلال )
أرنو إليكَ بجوف الليلِ أبتهلُ
كم ضيّعَ القلبُ بلْ كم ضاعَت السُّبلُ
عامٌ مضى بعد عامٍ كنتُ أحسِبهُ
إذا به بعضُ ساعاتٍ وترتَحلُ
زرعٌ وحصدٌ وآثامٌ مجلجلةٌ
ضاقَت بها الصَفَحاتُ الكُثرُ والجُملُ
وما نظَرتُ لِما باحَت خطوطُ يَدي
ولا سمعتُ لِمن نادى: أيا رجلُ
حتى أتَيتُ وهذا الحِمْلُ أنهَكَني
أرجوكَ صفحاً يواري وجهيَ الخَجلُ
أرنو اليكَ إلهً واحداً أحداً
منكَ النجاةُ وفي مرضاتِكَ الأملُ
أنتَ السميعُ أجبْ عَبداً إليكَ هفا
أنت المجيبُ إذا ما ضاقَت الحِيَلُ
فجاءَت الرحمةُ الكبرى على عَجَلٍ
نِعْمَ الفروضُ صيامَ الناسِ لو عَقِلوا
شَرّعتَ فاستحكمَ التشريعُ بُغيَتُه
فينا التُقى والهُدى والأمنُ والوجلُ
هلّ الهلالُ له في كل ناحيةٍ
صوتٌ ينادي عبادَ اللهِ فاحتفلوا
يا نعمةَ النِعَمِ الكبرى ومرحمةً
فلاتَ بعدكِ باللّذاتِ انشَغلُ
وقد فَتحتُ كتابَ الله مُحتَسِبا
وقد قرأتُ -فصوموا- تنتهي العللُ
شهرٌ بهِ روضةُ الطاعاتِ مُزهِرةٌ
وكلُّ من رامَ عُقبى خيرِها يَصلُ
فيضُ النوافلِ يزهو في مناقبِها
تُنَزّهُ الروحَ مما رانَ يختتلُ
جزاؤه عند رب الكون أجمعِهِ
قد فازَ من قصدَ المأمولَ يتَّكِلُ
وراح يُخلِصُ فيما قد نوى عملاً
إن العبادةَ عِلمٌ زانهُ العملُ
-----------
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق