جراح فلسطين :
واحسرتاه دماء الطهر قد دفقت
من مقدس العُرْب والتَّرتيق ما نفعا
تلكم فلسطين يا أعراب أمّتنا
وليس فيكم إلى الرّحمن من خشعا
تلكم فلسطين أولى القِبلتين هدى
وجُلُّكم لعدو الله قد خضعا
طير جريح ، نزيفا للدِّما نزفت
أشباله لا تهاب الموت إِنْ وقعا
والشَّامخات ثكالى تحتسي غضبا
وكفُّ ثكلى لصحن الخدِّ كم صفعا
أمام أعينهم أطفالنا ذُبِحت
والله هذا بشرع الله ما شُرِعا
لله ما أتعس الأعراب من أمم
فليس فيهم إلى الأخلاق من رجعا
عدوُّنا نهِمٌ للأرض يقضمها
وليس منهم فتى للذَّود قد هرعا
ويخمرون بشرب الخمر في بلد
حسا من القهر طعمَ الذلِّ والجشعا
والعار أقداحَهم بالقدس قد شربوا
ودَنَّسوا حَرَمَ الأقصى ومن ركعا
ويفتكون بنا والحقد يجمعهم
وليس من عُرْبنا للبطش قد دفعا
والله بين الورى لم يحصدوا شرفا
وليس منهم لفعل الخير قد زرعا
فالقدس تُحْتَلُّ ممَّن ليس تلبسهم
إلّا الرّذائل والإجحاف والخُدَعا
لم يتركوا للعذارى ثوب عِفَّتهم
بل قطِّعوه وراحوا ينبحوا قَذَعا
وينذرون بقايانا إلى هرر
وهم كلاب ومن يدنو لهم ضَلِعا
أعداؤنا نَهموا لا رحمة بهم
قانون ذلِّ الورى في شرعهم وُضِعا
حتّى بجلَّق أو بغداد قد حلموا
ولا من العُرْب في صَدٍّ لهم برَعا
تطبيع أعرابنا أسدى لهم نهما
على اقتضام ربوعا والحِمى خُزِعا
وهم يباهون بالتطبيع في بلد
حُرٍّ أبيٍّ ومنهم سُمَّ قد جرعا
وللحوار إذا يوما نناديهم
لم نلق أُذْنا لهم عن سعينا سمعا
فأين أنتم من الأخلاق ياعربا ؟
قد بعتم الأرض والأعراض والمُزَعا
ياويحكم أين أنتم من ثرى بلد
من نزف أطفالنا وجه الثرى نُقِعا
أبناؤنا في ربوع القدس قد ذُبِحوا
وجُلُّكم في ملاهي الرَّقص قد هجعا
فما الملاهي وإلّا قد حفلن بكم
وليس فيكم لثكلى من لها نفعا
يكفي هراء .. فأنتم بعض شرذمة
كم من عذارى غدت من جهلكم سلعا
ياويلكم .. أبهذا ترتقي أممٌ ؟
ماهكذا الله في قرآنه شرعا
...................................
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق